جلال عارف يكتب: لا مفر من الاعتراف !!
رغم كل الضغوط التى تمارسها الدول الكبرى الداعمة للكيان الصهيونى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. رغم الحصار المفروض على شعب فلسطين والاحتلال الصهيونى الذى لا يتوقف عن ممارسة جرائم الحرب ضد الفلسطينيين.. رغم كل ذلك فإن وعى العالم يزداد بجرائم إسرائيل وبضرورة التصدى لها وإعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين كطريق لا بديل عنها لاستقرار المنطقة ولسلام العالم.
فى آخر جولات الصراع السياسى تلقت إسرائيل ضربة موجعة بعد صدور قرار المؤتمر العام لوكالة الطاقة الذرية بالموافقة على مشروع القرار الذى تقدمت به مصر والذى يقضى باعتماد تسميته "دولة فلسطين" بصورة رسمية فى كل أعمال الوكالة. القرار مهم لأنه يُمثل اختراقًا حاسمًا للحصار الذى تفرضه أمريكا التى مازالت - مع حلفائها الغربيين- يعرقلون منح فلسطين العضوية الكاملة كدولة عضو فى الأمم المتحدة، رغم تأييد الغالبية العظمى من دول العالم لمثل هذا القرار!!
عامل آخر فى أهمية القرار الذى صدر عن وكالة الطاقة الذرية وهو الأغلبية الكاسحة التى صوتت لصالح "دولة فلسطين"، حيث بلغ عددها ٩٢ دولة بينما لم يعارض القرار إلا خمس دول مع امتناع ٢١ دولة عن التصويت. وهى أرقام تقول بوضوح إن محاولة حصار فلسطين تفشل، وأن المحاصر هنا هو إسرائيل ومن يدعمونها وهم يدركون أنهم يفقدون الكثير بهذا الدعم لكيان لا يتوقف عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية كلها.
ضربة أخرى تلقاها الكيان الصهيونى ومؤيدوه، حيث أصدرت الكنائس الإنجليكانية فى جنوب افريقيا قرارًا تعلن فيه إسرائيل كدولة فصل عنصرى وتطلب من كل الكنائس الإنجليكانية أن تسير فى نفس الطريق. والأهمية هنا أن القرار يأتى من الدولة التى عانت من التفرقة العنصرية ما عانت، وكافحت - ومعها العالم كله- حتى أسقطت النظام العنصرى الذى كان الجميع يعتقد أنه الأخير على وجه الأرض حتى ظهرت عنصرية الكيان الصهيونى وهو يمارس جرائمه فى حماية دول تدعى أنها تؤمن بالمساواة والحرية وحقوق الشعوب فى تقرير مصيرها!!
والخطير فى قرار جنوب إفريقيا أنه يضع فريقًا من الإنجيليين المتشددين بأمريكا فى مأزق وهم لا يتوقفون عن إعلان تأييدهم للكيان الصهيونى ولترامب الحريص على شراء أصواتهم بالانحياز الكامل للإرهاب الصهيونى.
رغم كل التحديات.. دولة فلسطين قادمة، وكل احتلال عنصرى إلى زوال!!
نقلا عن اخبار اليوم