خالد ميري يكتب: سيناء.. السيادة كاملة
أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على تحميل رئيس الوزراء نتنياهو مسئولية الفشل الذريع يوم ٧ أكتوبر الماضى.. يومها تفاجأت إسرائيل بما لم يحدث منذ المفاجأة المذهلة فى حرب ٦ أكتوبر المجيدة.
سقط مئات الإسرائيليين قتلى وأسرى.. وجاء الرد الإسرائيلى عاصفاً بحصار غزة وإحراقها كاملة، منعوا عن الأهالى الماء والكهرباء والطعام وسقط الشهداء من الأطفال والشيوخ والنساء.. فى بداية الحرب لم يلتفت الإعلام العالمى لحقوق الشعب الفلسطينى المُهدرة ولا للعدوان اليومى على الشعب ومقدساته.. رأينا موجات تعاطف غير مسبوقة مع إسرائيل بعد الهجوم الخاطف من غزة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى لم يكتفِ بإعلان الحرب على غزة .. أراد الهروب من المسئولية بتصريحاتٍ نارية طالب فيها أهل غزة بتركها جميعاً وإلا كان مصيرهم الموت.. وبدأ الحديث سراً وجهراً عن تهجير أهالى غزة إلى سيناء فى إحياء لصفقة القرن التى وُلدت ميتة.. ورأينا مسئولاً إسرائيلياً يصرح وآخر يكذب تصريحاته فى تبادلٍ للأدوار مع استمرار آلة الحرب الإسرائيلية فى حصار غزة وقصف أهلها ليل نهار.
حديث إسرائيل ذكرنا بالرئيس الراحل حسنى مبارك عندما طلب منه نتنياهو وكان أيضا رئيساً للوزراء منحه قطعة من أرضنا الغالية فى سيناء.. وكان رد مبارك القوى والحاسم «إنسى».
نفس الحديث يذكرنا أيضاً بموقف مصر الحاسم عند طرح صفقة القرن .. وهو نفس الموقف الذى أكدته مصادر رفيعة المستوى لقناة القاهرة الإخبارية.. القناة التى تنقل الأحداث بحرفية ومهنية عالية.. فهذا الحديث عن نزوح أهل غزة لسيناء مرفوض تماماً فهو يعنى نهاية القضية الفلسطينية وهو أمر يرفضه الشعب الفلسطينى قبل كل الشعوب العربية.. كما يعنى المساس بالسيادة المصرية وهو أمر لم ولن يحدث تحت أى ظرف. نحن نعيش أجواء شهر أكتوبر.. شهر النصر الأعظم فى تاريخ العرب الحديث.. يوم لقن الجندى المصرى درس العمر للجيش الإسرائيلى الذى كان لا يُقهر.. يوم هزمناهم شر هزيمة واستعدنا كل ذرة تراب من أرض سيناء الغالية.. لقد ضحى الشعب المصرى وأبطال الجيش بالدم وبكل غالٍ ونفيسٍ ليتحقق النصر ونستعيد الأرض والكرامة.. فهل يمكن أن يتخيل أحد أن تتنازل مصر عن شبر واحد من الأرض التى ضحت بدم خير أجناد الأرض لتستعيدها.
حرب غزة الحالية استكمال لسلسلة من الحروب والمواجهات بين المحتل والشعب الفلسطينى.. ومنذ اللحظة الأولى تبذل مصر كل جهدٍ ممكن لوقف الحرب وحقن الدماء.. فعلنا ذلك من قبل وسنظل نفعله تلبية للواجب وحفاظاً على أرواح الأشقاء فى فلسطين.. مصر خاضت الحروب وضحت بكل غال ونفيسٍ من أجل القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى.. والاتصالات لا تتوقف مع كل قادة العالم وصولاً لوقف الحرب وحقن الدماء.. والأهم الوصول لمحادثات سلام عادلة تضمن للفلسطينيين حقهم فى دولتهم فوق أرضهم جنباً إلى جنبٍ مع دولة إسرائيل.. فبدون السلام العادل ستظل النار تحت الرماد تنتظر من يشعلها.
مصر تعرف دورها جيداً ولم ولن تتأخر عن مساعدة الأشقاء فى فلسطين.. لكن حديث النزوح الفلسطينى لسيناء لا يمكن أن يمر مرور الكرام، محاولة جديدة خبيثة لاستغلال حرب غزة لتصفية القضية الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطينى من أرضه.. والمساس بالسيادة المصرية وبأرضنا الغالية التى ضحينا من أجل استعادتها بالدم أغلى ما نملك.
ستظل مصر تقوم بدورها لوقف الحرب وحقن الدماء البريئة.. ورسالة الشعب المصرى للجميع وبعلم الوصول.. لم ولن نقبل المساس بحبة رمل واحدة من ترابنا الوطنى. ما نراه أن محاولة إحياء صفقة القرن الميتة يأتى بعد أيام قليلة من حملة ممنهجة تستهدف وطننا.. تقارير اقتصادية لمؤسسة موديز وصندوق النقد الدولى تستهدف اقتصادنا وبيانات للاتحاد الأوروبى تستهدف شئوننا الداخلية وقضاءنا المستقل.. مصر التى أفسدت مخططات خريفهم العربى فى مرمى نيرانهم.. شعب مصر الذى أسقط حكم إخوان الإرهاب مُستهدف.. فلمن ينسى.. جماعة الإخوان كانت على استعدادٍ للتخلى عن أرض سيناء لتحقيق حلم إسرائيل.. وجماعة الإخوان اليوم تشارك فى الحملة ضد شعبنا ووطننا بسيول الأكاذيب والشائعات عبر قنواتهم وكتائبهم الإلكترونية.
لكنها كانت وستظل.. مصر الكبيرة التى لا تتأخر عن مساعدة الشقيق والصديق.. مصر الكبيرة التى لم ولن تتنازل عن شبر واحد من أرضها.
نقلا عن اخبار اليوم