محمد بركات يكتب: أمريكا.. وحرب الإبادة
مرة أخرى يفشل مجلس الأمن الدولى فى اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، فى الحرب اللاإنسانية الجارية فى قطاع غزة، فى ظل جرائم الإبادة الجماعية، التى تشنها القوات الهمجية للاحتلال الإسرائيلى على القطاع، طوال الثلاث والثلاثين يوماً الماضية وحتى الآن، دون انقطاع ودون رادع أو مانع.
ومرة أخرى يعجز المجلس عن اتخاذ القرار، نتيجة الموقف المخزى للولايات المتحدة الأمريكية، التى رفضت إصدار القرار، وتبعتها فى ذلك بريطانيا، مما أدى إلى فشل المجلس فى محاولة وقف الحرب وتوقف نزيف الدم الفلسطينى، ووضع حد لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
وهذه ليست المرة الأولى أو الثانية التى تتخذ فيها أمريكا هذا الموقف المخزى، وتقف فى مجلس الأمن رافضة اتخاذ المجلس لقرار بوقف إطلاق النار، فى الحرب المعلنة والمشتعلة من إسرائيل على القطاع، والتى تسببت حتى الآن فى استشهاد أكثر من عشرة آلاف شهيد فلسطينى بينهم خمسة آلاف طفل وثلاثة آلاف من النساء.
وبذلك لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بدورها الداعم للعدوان والمساند لإسرائيل، والقائم على حماية وخدمة الدولة الصهيونية والعنصرية وترفض توجيه أى اتهام دولى لها.
وفى هذا السياق لم تتورع الإدارة الأمريكية عن أن تعلن انحيازها الكامل لإسرائيل فور إعلانها الحرب على غزة، وهو ما تمثل فى الإعلان الواضح من جانب الرئيس الأمريكى «بايدن» عن دعمه الكامل لإسرائيل فى عدوانها الوحشى على القطاع، ومطالبته لكل القوى الدولية بالوقوف مع إسرائيل ودعمها فى سعيها للقضاء على المقاومة الفلسطينية.
ولم يتوقف «بايدن» عند ذلك بل سارع بإرسال حاملات الطائرات الأمريكية لمساندة إسرائيل فى حربها، كما فتح ترسانة السلاح الأمريكية لمد إسرائيل بما تحتاجه فوراً، كما حضر بنفسه اجتماع الحرب الذى عقدته القيادات الإسرائيلية، كما حضر وزير دفاعه ووزير خارجيته هذا الاجتماع.
وفى ظل ذلك كله.. أحسب أنه بات واضحاً لنا ولكل العالم، الانحياز الأمريكى الكامل لإسرائيل،...، وأن حرب الإبادة والمذابح التى تقوم بها إسرائيل فى غزة تتم بموافقة أمريكية، بل بمساندة ودعم أمريكى كامل،...، وهو مايجب أن يكون واضحاً بالنسبة للقادة والزعماء العرب فى اجتماعهم بالرياض السبت القادم بإذن الله.
نقلا عن اخبار اليوم