مصراوي 24
بوتين يلتقي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني في روسيا |ماذا حدث؟ رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن مدبولي يوجه بعقد اجتماع مع مسئولي قطاع السيارات وممثليه لمناقشة المعايير التي يمكن وضعها لتحقيق مستهدفات الدولة رئيس الوزراء يعقد اجتماعاً لبحث المعايير والضوابط النوعية لتنظيم سوق السيارات في مصر باسل رحمي: 75 مليون جنيه للمشروعات الصغيرة بنظام التأجير التمويلي بجميع محافظات الجمهورية البترول: «بيكر هيوز» العالمية تتجه لضخ استثمارات جديدة في مصر الصحة العالمية: حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة حققت هدفها تراجع مؤشرات البورصة بختام تعاملات الخميس رئيس هيئة الرقابة المالية يشارك في مؤتمر إي اف جي هيرميس الاستثماري في لندن الامام الاكبر يهنئ الرئيس السيسى والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف وزير البترول يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنفيذى لشركة بيكر هيوز العالمية والوفد المرافق له وزير الصحة يستقبل رئيس اتحاد المستشفيات العربية لمناقشة سبل التعاون المشترك لدعم القطاع الصحي
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:49 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ

أكرم القصاص يكتب: ظلال الدولة الفلسطينية وسط مشهد مشتعل

وسط نيران الحرب على غزة، هناك أفق للقضية الفلسطينية منذ بداية العدوان، قد يظن البعض أنه بعيد، بينما هو أقرب إلى الشاطئ، فقد ولدت فرص السلام دائما فى ظل مشاهد حرب وصراع، المهم أن تتوافر الرؤية من خلال قراءة واضحة للأحداث، والتقاطعات والتشابكات التى تحيط بالحدث من كل جوانبه.

هذه هى الرؤية الأكثر وضوحا، لدى الدولة المصرية، التى كانت - ولا تزال - طرفا فاعلا، لديه خبرات ومفاتيح التعامل مع ملف هو الأكثر تعقيدا فى سجلات العمل العربى والإقليمى، وإذا كانت مصر بالتعاون مع أطراف دولية وإقليمية، نجحت فى إتمام هدنة أربعة أيام، تمتد لفترة، فمن الممكن أن تتواصل الخطوات لمزيد من الخطوات الإيجابية، باتجاه وقف نهائى للحرب، وبشكل عام فإن نجاح الهدنة، وإزالة الحواجز أمام تنفيذ تبادل الأسرى والمحتجزين، يمثل نموذجا لإنجاز خطوات أخرى بنفس الاتجاه، ضمن معادلة لها أطراف ظاهرة يمكن توظيفها بشكل واضح، مثلما فعلت مصر فى هذا السياق.

الدولة المصرية، والرئيس عبدالفتاح السيسى واصلا التحرك على كل الجبهات، مع استمرار فتح معبر رفح والضغط لتدفق المساعدات، وزيادتها، وصولا إلى الهدنة مع التمسك بالسعى لوقف العدوان، والأهم التمسك بالحل النهائى للقضية من خلال حل الدولتين، وكان هذا التمسك من قبل مصر وتأكيدات الرئيس عبدالفتاح السيسى على طرح رؤية واضحة، من جهة، ترفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان غزة، وفى الوقت ذاته تقدم البديل، وهو حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية، من جهة أخرى، والبدء فى مباحثات ومفاوضات يمكن أن تسفر عن حل، خاصة أن المواجهة دائما ما تتكرر كل عامين على الأكثر، حيث يشن الاحتلال حرب تدمير على غزة، مصحوبة بحصار، حيث يجرى تدمير شامل بزعم الدفاع عن النفس، بينما الناتج دمار كامل.

لكن العدوان هذه المرة هو الأقوى والأكثر تدميرا، فيما بدا سعيًا واضحًا لتطبيق مخطط يحاول جعل الحياة فى غزة مستحيلة، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى حرص فى رؤيته على تأكيد أهمية التفاعل بين كل الأطراف نحو الدولة الفلسطينية، وهو خيار لن يكون سهلا، بل ربما كان أكثر صعوبة، مع الأخذ فى الاعتبار حجم التحولات التى شهدتها القضية ومنها الانقسام الفلسطينى، الذى تجلى فى أكثر صورة مع عام 2006، وما بعدها، ونتج عنه تفكك سعت مصر لعلاجه من خلال رعاية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية فى أكثر من 20 جولة، آخرها فى يوليو الماضى بالعلمين الجديدة.

استراتيجيا، تتمسك مصر بطرح صيغة لإحلال السلام بالمنطقة والتمسك بحل الدولتين وحصول الشعب الفلسطينى على حقه فى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967، بعد أن حسمت مصر رفض التصفية أو التصعيد، ووضع خطوط حمراء للأمن القومى المصرى لا يمكن تخطيها.

المواقف المصرية ضاعفت الثقة فى القاهرة، كونها الأكثر امتلاكا لمفاتيح مهمة، بجانب قدرتها على التواصل مع الأطراف المرتبطة مباشرة بالقضية، أو الإقليمية والدولية، بجانب خبراتها فى الحرب والسلام، ما يجعلها طرفا فاعلا فى أى تحرك.

بالطبع فإن نتنياهو وحكومته ينتميان لتيار هو الأكثر تطرفا فى الدولة العبرية، ومن الطبيعى أن هناك تيارا آخر يرى أن الخطر مستمر، وأن الحكومة تعجز عن توفير الأمن، وكانت عملية 7 أكتوبر نموذجا لرد فعل وتأكيد على عجز الاستناد للقوة، ويظهر هذا فى آراء حتى فى صحافة حزب العمل أو تيارات واسعة، ترى أن العنف والاعتداء والتوسع فى المستعمرات، تضاعف من رد الفعل المتوقع من قبل الفصائل الفلسطينية.

الشاهد أنه وسط كل هذا العنف والنار، يمكن أن تكون الدولة الفلسطينية ممكنة، فى حال توحد الفلسطينيون وأداروا تنوعهم، فى طريق يبدو صعبا لكنه ممكن.

نقلا عن اليوم السابع