رغم تحذيرات الأمم المتحدة.. المجتمع الدولي عاجز عن إيقاف مأساة غزة في ظل ”الفيتو”
تنذر الأمم المتحدة بكارثة إنسانية وشيكة في غزة، إذ أصبح تقديم المساعدات للمدنيين "عشوائيًا" بفعل الهجمات الإسرائيلية المُتصاعدة، وفي ظلّ نزوح آلاف الفلسطينيين نحو الجنوب، تحذّر المنظمة من انهيار شبه كامل للعمليات الإنسانية هناك، ما يهدّد بتفاقم المأساة.
إنّ الوضع الراهن غير مسبوق، إذ لم يعد هناك مكان آمن في غزة، بحسب منسّق الشؤون الإنسانية، مُشيرًا إلى أن خطط حماية المدنيين "ممزقة". ورغم تحذيرات، أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة من وقوع كارثة، إلا أنّ المجتمع الدولي بات عاجزًا عن إيقاف الحرب.
تحذر الأمم المتحدة من اقتراب العمليات الإنسانية في قطاع غزة من الانهيار التام، حيث أصبح توصيل المساعدات إلى المدنيين "عشوائيًا" و"غير موثوق به" في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على جنوب القطاع الذي فرّ إليه آلاف المدنيين بحثًا عن ملاذ آمن.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في جنيف، حذّر مارتن جريفيث، منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من وضع مأساوي في غزة، مُشيرًا إلى أنّ خطط حماية المدنيين "مُمزّقة" في ظلّ تقدّم الجيش الإسرائيلي نحو الجنوب، وفقًا لما أفادت به صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال جريفيث "لم يعُد لدينا عملية إنسانية تستحق هذا الاسم في جنوب غزة، إذ إن الهجمات الإسرائيلية جعلت كل مكان غير آمن بالنسبة للمدنيين هناك، وهذا ما كان يُعتبر حجر الأساس في الخطة الإنسانية لحمايتهم، وتقديم المساعدات لهم، لكن بدون أماكن آمنة، تصبح هذه الخطة ممزّقة".
وأضاف المسؤول الأممي أن العملية الإنسانية في غزة تحوّلت إلى "برنامج انتهازي"، مُعربًا عن أسفه لندرة الإمدادات وعدم القدرة على توصيل المساعدات إلى مناطق واسعة من القطاع، ووصف الوضع بأنه "عشوائي وغير موثوق به وبصراحة غير مستدام".
على الرغم من دعوة إسرائيل الفلسطينيين من قبل للنزوح نحو مدن جنوب غزة، إلا أن الضربات الأخيرة على المنطقة أدّت لـ"موجة نزوح جديدة"، بحسب ما ذكره توماس وايت، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة. ويُقدّر أن 85% من سكان القطاع أي ما يقارب 1.9 مليون شخص، قد شُرّدوا منذ بداية الحرب.
ولتسليط الضوء على خطورة الوضع، لجأ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة، وهي مادة نادرًا ما يتمّ استخدامها، ليحذّر مجلس الأمن من وقوع "كارثة إنسانية" وشيكة في غزة. وقال إنه في ظل استمرار الحرب لأكثر من شهرين، باتت شبكة الدعم الإنساني في القطاع معرّضة لـ"خطر كبير من الانهيار".
فيما صوّتت الولايات المتحدة وحدها ضدّ قرار مجلس الأمن الذي طالب بوقف إطلاق النار أمس الجمعة، على الرغم من تأييد 13 دولة أخرى للقرار. وقال نائب المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن بلاده صوّتت ضد القرار؛ لأنه كان "متسرّعًا" و"منفصلًا عن الواقع"، مشيرًا كذلك إلى أنه لم يتضمّن لغة تدين حركة "حماس".
وتعارض الولايات المتحدة رسميًا إعلان وقف عام لإطلاق النار في غزة، زاعمة أن مثل هذه الخطوة ستخدم حماس فقط، لكنها دعمت وقفًا مؤقتًا للقتال في أواخر الشهر الماضي، مكّن ذلك من الإفراج عن 110 من رهائن حماس مقابل 240 فلسطينيًا كانوا مسجونين في السجون الإسرائيلية، كما اشترت هذه الخطوة الوقت اللازم أمام العاملين في المجال الإنساني لإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المُحاصَر.
ومنذ الـ7 من أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا على غزة خلّفت حتى مساء أمس الجمعة أكثر من 17 ألف شهيد، بينهم 7112 طفلًا و4885 امرأة، إضافة إلى 43 ألفًا و616 جريحًا، فضلًا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.