محمد بركات يكتب: العدوان.. والضمير الإنسانى
لا مبالغة فى القول على الإطلاق بأن الولايات المتحدة الأمريكية، هى صاحبة القول الفصل فى توقف أو استمرار اسرائيل فى عدوانها الوحشى واللا إنسانى على الشعب الفلسطيني،..، وإنها بحكم الواقع والحقيقة تستطيع إن أرادت بصدق وجدية، وقف المذابح والمجازر الاسرائيلية، الدائرة والمستمرة دون توقف ودون رادع طوال ما يزيد على الثمانين يوما حتى الآن.
ودون مبالغة أيضا، بات واضحاً لنا ولكل دول العالم شرقه وغربه، أن الولايات المتحدة هى التى أعطت لإسرائيل الضوء الأخضر، لإطلاق حربها الغاشمة والإرهابية على قطاع غزة،..، وإنها هى التى رفضت ولا تزال ترفض إصدار مجلس الأمن الدولى لقرار بوقف إطلاق النار، وانها استخدمت الڤيتو لوأد كل المحاولات التى جرت، من مصر والإمارات والمجموعة العربية والدول الأخرى لإصدار هذا القرار من المجلس.
ليس هذا فقط بل قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل، كل ما تحتاجه من أسلحة وذخائر وقنابل وصواريخ وكل ما يلزم من وسائل الدمار الشامل لاستخدامها فى حرب الإبادة والتدمير الإسرائيلية على قطاع غزة.
كما قدمت لها أيضاً وفوراً كل الدعم المالى الذى يمكن أن تحتاجه للقيام بالمذابح وحرب الإبادة،..، والأكثر من ذلك أنها شاركت فى مجالس الحرب الإسرائيلية، التى أعدت وخططت للحرب، وحضر رئيسها ووزيرا دفاعها وخارجيتها هذه المجالس، كما أمدت إسرائيل بقوات خاصة للمشاركة فى العمليات.
وفى ظل ذلك تدور رحى الحرب والعدوان الإسرائيلى الغاشم واللا إنسانى على الشعب الفلسطيني، منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن، وتدور عمليات القصف والقتل والدمار، للنساء والأطفال والشيوخ وللمساكن والمبانى، ولكل صور الحياة فى قطاع غزة، الذى تحول إلى حطام وركام ومقابر على مرأى ومسمع ومتابعة من عيون وآذان العالم كله والولايات المتحدة على وجه الخصوص، دون تحرك فاعل وجاد لوقف إطلاق النار وتوقف العدوان.
وكل ذلك يدفعنا إلى القول بأن الضرورة تقتضى، مواصلة التحرك الجمعى العربى والإسلامى والدولى للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية بكل السبل والوسائل المتاحة والممكنة،..، وخاصة بلغة المصالح التى تربط هذه الدول بالولايات المتحدة اقتصاديا وسياسيا، لدفعها للقيام بدورها لوقف العدوان الغاشم والهمجى واللا إنسانى الذى دخل شهره الثالث دون رادع أو مانع، وسط حالة غير مسبوقة من العجز الدولى وموت الضمير الإنسانى.
نقلا عن اخبار اليوم