تقييد المسجد الأقصى.. شرطة الاحتلال تخشى قدوم شهر رمضان
مع إقبال شهر رمضان المبارك، يشعر الاحتلال الإسرائيلي بالقلق من أن يفتح جبهة أخرى في الداخل، وهي عشرات الآلاف من المصلين الفلسطينيين، الذين ينوون قضاء الفروض أو صلاة التراويح في الحرم القدسي الشريف.
وأشار تقرير بثه موقع "والا" العبري، إلى أن قرارات الاحتلال بتقييد دخول المصلين المسجد الأقصى، خوفًا من حدوث اشتباكات بين العرب والإسرائيليين، صاحبها تكثيف الاستعدادات في شرطة القدس، التي بدأت بالفعل في تعزيز المنطقة بآلاف من عناصرها في البلدة القديمة والحرم القدسي، وفي المعابر والأماكن المزدحمة.
وبحسب التقييم الأمني الإسرائيلي "ستكون هناك حاجة إلى اعتقالات وقائية للمحرضين"، كما أوضح التقرير.
قلة رجال الشرطة
يشير تقرير الموقع العبري إلى أن أحد التحديات المعقدة التي تواجهها الشرطة في منطقة القدس هو "محدودية القوى العاملة".
يقول: "خلافًا للسنوات السابقة، يُطلب هذا العام من العديد من رجال شرطة المنطقة العمل بشكل مكثف للغاية في مناطق أخرى، في أعقاب القتال الدائر في الشمال والجنوب. وهذا الأمر قد يؤثر على الاستعدادات في محافظة القدس، وطبيعة الرد في حال اجتياح المنطقة، مما يزيد من الأعباء على أصحاب القرار".
في هذه الأثناء، يتفاعل رجال شرطة الاحتلال بحذر مع قرار مجلس الوزراء، والذي بموجبه قد فُرضت قيود على المصلين المسلمين.
وينقل التقرير عن أحد الفلسطينيين المقدسيين قوله: "من يرمي حجرًا يصاب برصاصة في الرأس. هناك اعتقالات، وأنتم ترون ماذا يحدث للمعتقلين في السجن".
من ناحية أخرى، في مناطق الضفة الغربية، جاءت ردود الفعل الأولى على التقارير التي تفيد بأن نتنياهو سيمنع الدخول إلى الحرم القدسي، لتؤدي إلى دعوات لتصعيد النضال في شهر رمضان.
تقييد الأقصى
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد استجاب لتوصية وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، وفرض قيودًا على دخول الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر للصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المقبل.
وقالت القناة الـ 13 الإسرائيلية إن القرار اتخذ مساء الأحد، خلال مداولات عقدت في هذا الشأن برئاسة نتنياهو ومشاركة وزير الأمن القومي، ووزير الدفاع يوآف جالانت، والجهات الأمنية المعنية، وذلك رغم تحذيرات الشاباك -جهاز الأمن العام الإسرائيلي- من فرض قيود تحد من دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد خلال شهر رمضان، الذي يحل في شهر مارس المقبل.
وأوضحت القناة أن نتنياهو "قبِل توصية الشرطة والوزير المتطرف بن جفير، ومن المتوقع أن يكون دخول عرب إسرائيل -الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة- إلى القدس خلال شهر رمضان، مُقيدًا".
وأشارت القناة الـ 12 إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت فرض قيود على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، مُشيرة إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن أعداد المصلين والقيود العمرية التي ستفرض على الأشخاص الذين سيسمح لهم بدخول المسجد.
وحسب القناة، فإن بن جفير طالب بحظر دخول المصلين من سكان الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى نهائيًا خلال رمضان.
في حين تطالب الشرطة بتقييد أعمار المصلين للسماح لمن هم في عمر الـ 65 عامًا فما فوق بدخول المسجد الأقصى.
فيما أوصى الشاباك بالسماح لمن يبلغون من العمر 45 عامًا فما فوق بدخول المسجد الأقصى.
وحسب تقرير القناة الـ 12، قال نتنياهو خلال المداولات: إن "هناك منطقًا في طلب فرض القيود"، وطلب من الجهات المعنية تقديم توصيات تتعلق بمعايير الأعمار والأعداد التي ستشملها القيود.
ورجحت القناة أن يتم السماح بدخول الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عامًا فما فوق، بالإضافة إلى الأطفال حتى سن العاشرة.
وقال مسؤولون في الأجهزة الأمنية، خلال مداولات عقدت في الأيام الماضية، إنه "إذا تم منع فلسطينيي الداخل الذين يحملون بطاقات هوية زرقاء من دخول الحرم القدسي في شهر رمضان، فإن ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة في أوساطهم".
وأضاف المسؤولون أن "القابلية لانفجار فلسطينيي القدس الشرقية والفلسطينيين في إسرائيل في أعقاب خطوة من هذا القبيل، يُمكن أن تكون أكبر بكثير مما قد يحدث في الضفة الغربية".