سمير رجب يكتب: الجيش المستعد دائما.. والقوى بطبيعته
أثبتت التجارب العملية والأحداث الواقعية أن البلد الذى يخسر شعبه وجيشه ما استحق أن يعيش أصلا..
من هنا تكررت توجهات ونصائح الرئيس السيسى دائما وأبدا للشعوب والدول والحكومات بضرورة الحفاظ على الجيش قويا.. وقويا جدا ومتماسكا.. والأهم والأهم جاهز فى أى وقت ضد من يقف حائلا بينه وبين كل من يحاول الاقتراب من حبة رمل واحدة فى هذا البلد أو ذاك.
نفس الحال بالنسبة لأهل البلد -الذين يجب كما يقول الرئيس السيسي- أن يكونوا متراصين متحابين متلاحمين..
>>>
من هنا فإن الاجتماعات التى يعقدها بين كل يوم وآخر الفريق أول محمد زكى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة مع ضباطه وجنوده إنما هى بمثابة دليل عملى يتأكد من خلاله على الاستعداد والقدرة والكفاءة فى آنٍ واحد..
ولعل جيشنا بالذات يؤمن بحقيقة كاملة وواضحة وباتة وقاطعة تقول النصر.. أو الشهادة.. والحمد لله نحن بحمد الله وفضله نعيش تحت سماء مصر العزيزة متفائلين ومتحابين ومتقدمين على خطى المجد والكرامة بأقدام ثابتة وقلوب عامرة بالإيمان..
أيضا فقد آثر الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يتبنى خطة لتطوير الصناعات الحربية نظرا لإيمانه الثابت بضرورة الاعتماد على الذات.. بدلا من أن يكون المواطن أو الفرد معلقا آمال وأحلام آخرين قد لا يعرف أحد من أين يأتون وأين يذهبون..!
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن غدا هو يوم الجمعة ولأن مصر تسابق الزمن فى سبيل بناء الجمهورية الجديدة فالأفضل والأحسن ألا ندع دقيقة واحدة تمر دون عمل..
ولقد أجريت دراسات بعينها هى فى الأصل دراسات مقارنة تم خلالها تحديد الفروق بين الذين يحصلون على إجازة يوم الجمعة وغيرهم الذين يواصلون العمل ليلا ونهارا.. تثبت أن الذين لا يتوقفون عن نشاطاتهم يستمر عطاؤهم للبلد أو المجتمع بلا حساسيات.
ثم.. ثم.. فإن زيادة الإقبال على الالتحاق بالكليات العسكرية ينبع من هذا الفكر.. فكر العمل المتواصل الذى يؤدى إلى نتائج أكثر إيجابية وقد تبين ذلك واضحا خلال امتحانات القبول بالكليات العسكرية وكيف أن الشاب تجرى فى دمه الرغبة فى التضحية.
>>>
والآن اسمحوا لى من خلال هذا التقرير أن أعرج بكم ومعكم بحكاية إنسانية تختلط بها السياسة فتبدو بالنسبة للعامة مثار اهتمام.. وبالتالى عندما يتصادف موعد ميلاد جمال عبد الناصر فى نفس الوقت الذى انتقل فيه شخص عزيز عليه إلى الرفيق الأعلى فإن الإمعان قليلا فيما حدث أو يحدث يصبح من الأهمية بمكان.
جمال عبد الناصر ولد يوم 15 يناير عام 1918.. وفى يوم 15 يناير عام 2024 انتقل حاتم صادق إلى رحمة الله..!
وعلاقة حاتم صادق بعبد الناصر ترجع إلى عام 1964 عندما كان الرئيس فى أوج سلطانه وصولجانه.
وكانت ابنته هدى طالبة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حيث زاملت هناك حاتم والذى أراد أن يتقدم لخطبتها لكن كيف وماذا يكون رد الفعل عند جمال عبد الناصر إلى أن جاء يوم أسرت فيه هدى إلى أمها عن رغبته بالتقدم لخطبتها وفى نفس اليوم وقبل الجلوس على مائدة العشاء التى تعودوا أن تكون كل الأسرة حولها إذا بالأب الرئيس يقول فى حنان لابنته خللى حاتم يتصل بى لأتحدث معه فى بعض الموضوعات.
طبعا.. سرت مشاعر الخوف والحرج فى قلب الفتاة.. وتلعثمت ولم ترد..
ثم.. ثم.. جاء يوم لقاء عبد الناصر بالشاب حاتم الذى جاء مع والده وهو يقدم رجلا ويؤخر أخرى ولم يجف عرقه إلا بعد أن دخل عليه الأب الحنون فى حجرة الصالون وأخذ يتحدث معه حديثا وديا إلى أن وجه له سؤالا: متى تريد أن تعقد الخطوبة؟
ولم يرد حاتم ولكن أجاب عنه أبوه قائلا: كله بأمر الله وأمر سيادتك.. أجابه إنه يوم كذا.
وهكذا ذاب الجليد وعقدت الخطبة.. فى حفل بسيط أحياه كل من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ليعين عبد الناصر الشاب حاتم صادق زوج الابنة مساعدا لمدير مكتب الرئيس للمعلومات.. وإن لم يمض فى هذه الوظيفة كثيرا فقد انتقل للعمل فى أحد البنوك ومن يومها فضَّل العمل المصرفى حتى وصل إلى رئيس مجلس إدارة.
أمس مات حاتم صادق وشيعت جنازته من مسجد الرحمن الرحيم وغدا الجمعة العزاء فى مسجد عمر مكرم.
>>>
أخيرا.. ليس مقبولا أن أنهى هذا التقرير دون الحديث عن تلك الحرب الضروس الدائرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإن كانت طبيعة الحياة تفرض تقليل الحديث عنها بعد أن مر أكثر من مائة يوم وبنيامين نتنياهو أصبح مجرد «خفاش فى الظلام»..
ها نحن ننام فى المساء ونستيقظ فى الصباح على أصوات وآهات الفلسطينيين والفلسطينيات حتى يعود نتنياهو ليؤكد أن الحرب ضد حماس لن تتوقف إلا بعد تحقيق أهدافها..
هل هناك أهداف بعد ذلك يا رجل؟!
وإذا افترضنا أن الأهداف تحققت ظاهريا فماذا تتضمن لدى من يدفعون حياتهم كل يوم دون ذنب جنوه..؟!
وأنا أسألك: هل هذه الحرب ستتوقف قريبا بالفعل؟! والجواب لك..
>>>
و..و..شكرا
نقلا عن جريدة الجمهورية