يوسف القعيد يكتب: انتصارات فلسطين وهزائم إسرائيل
لن أبدأ مما يجرى فى الميدان، فنحن نعيشه لحظة بلحظة. وفلسطين نبحث عن أخبارها ليلا ونهارًا. ولكنى رغم الموقف غير العادى فى فلسطين المحتلة ضد العدو الصهيونى، إلا أن احتجاجات الشباب فى كل أنحاء العالم تدعونى وتفرض علىَّ التوقف أمام الظاهرة. ما من عاصمة أوروبية، وما من مدينة أمريكية إلا وجدنا فيها المظاهرات للتنديد بالعدوان الإسرائيلى الغاشم على الفلسطينيين. لدرجة أن بعض احتجاجات الطلاب فى أمريكا دعت الحكومة إلى وقف استثماراتها فورًا مع إسرائيل.
شهداء الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضى يعدون بالآلاف والجرحى تجاوزوا أى أرقام تخطر على البال. كل هذا والولايات المتحدة الأمريكية التى تصف نفسها بقلعة الحريات فى الدنيا تلتزم الصمت التام، بل تقدم للعدو الإسرائيلى الأسلحة التى يطلبها دون مناقشة. لكن لكل حربٍ جديدها.
فالشباب فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تُعد رأس حربة ضد الفلسطينيين وصلت مظاهراتهم واحتجاجاتهم بصورة لم يسبق لها مثيل. لدرجة أن الجمهوريين والديمقراطيين الذين لم يتوافقوا حول أمرٍ من الأمور من قبل قد وصلوا إلى حالة من التوافق التام أمام قمع الاحتجاجات واغتيال حريات التعبير. وهو ما لم يحدث من قبل منذ نشأة الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن.
ومع هذا تستمر الإدارة الأمريكية المنفصلة تمامًا عن شعبها فى إمداد العدو الإسرائيلى بسفنٍ محمَّلة بالأسلحة والمعدات من كثرتها وتنوعها عطَّلت الملاحة فى البحر الأحمر. وهو أمرٌ جديد فى الصراعات السابقة.
أما بطولات الشعب الفلسطينى المرتبط بأرضه فقد تفوقت على الأرقام والإحصاءات وحتى الخيال الإنسانى. وفى مواجهة كل هذه التداعيات فإن الإرهابى نيتانياهو مُصِر على الاستمرار فى حربه الرهيبة التى لم تحدث من قبل فى التاريخ الإنسانى أن تتم محاولة إبادة شعب تحت سمع وبصر الدنيا كلها.
ولو تأملت الداخل الإسرائيلى نفسه وموقفه مما يجرى لفلسطين على يد العدو الإسرائيلى ستكتشف أن الحزبين الكبيرين وما أندر اتفاقهما حول القضايا الداخلية والخارجية قد اتفقا وتوافقا على رفض ما يقوم به نيتانياهو فى فلسطين المحتلة مما يدفعه إلى الاستمرار بشكلٍ مُطلق ولم يحدث من قبل فى حربه ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
لدرجة أن آخر التقارير الآتية من هناك تقول إن الأبطال الفلسطينيين يستولون على أسلحة جيش الدفاع الإسرائيلى ويقومون بإصلاحها وجعلها قادرة مرة أخرى على العمل واستخدامها ضد العدو.
القاهرة عاصمة العروبة الكبرى تتصدى لمخططات العدو الصهيونى فى تهجير الفلسطينيين وتُصر مصر بلسان وزير خارجيتها سامح شكرى أن الحل الوحيد العادل والمقبول لن يتحقق إلا بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة فى دولة مستقلة. والقيادة المصرية حصلت على مواقف دولية وإقليمية ضد انتهاكات العدو الإسرائيلى.
سيسجل التاريخ لقيادة مصر الرئيس السيسى وموقف الشعب المصرى فى تحقيق صمود الفلسطينيين وانتصارهم.
نقلا عن اخبار اليوم