جيش الاحتلال ليس للقتال.. ”تجنيد الحريديم” يشعل الداخل الإسرائيلي
في أعقاب حكم تاريخي أصدرته المحكمة الإسرائيلية الشهر الماضي، يقضي بضرورة تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية المتطرفة بالجيش، في خطوة من شأنها زعزعة استقرار حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن جيش الاحتلال قوله، إن "الأوامر صدرت كجزء من خطة لتعزيز دمج المجندين من المجتمع الأرثوذكسي المتطرف في صفوفه"، دون تحديد عدد أوامر التجنيد التي سيتم إرسالها في البداية والفئات العمرية المستهدفة.
ويُلزم الإسرائيليون قانونًا من سن 18 عامًا بالخدمة في الجيش لمدة تتراوح بين 24 و32 شهرًا.
وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت سابق، إن أوامر التجنيد سيبدأ إرسالها إلى أعضاء المجتمع الحريدي في الشهر المقبل.
احتجاجات واسعة
وفي أعقاب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عزمه البدء في تجنيد "الحريديم" أمس الثلاثاء، نظم "الحريدي" احتجاجًا، ما أدى إلى إغلاق الطريق السريع خلال ساعة الذروة.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تعرض ضابطان كبيران في الجيش، لهجوم من قبل المتظاهرين الذين حاصروا سيارتهما.
ونقلت "يديعوت" عن الحاخام الأكبر السابق إسحاق يوسف قوله: "أي شخص يتلقى إشعارًا بالتجنيد يجب أن يمزقه ولا يذهب".
وفي سياق متصل، قال أحد المتظاهرين، إن "جيش الاحتلال ليس جيشًا للقتال، إنه جيش ينشر التلقين ضد الدين، لذلك فإن أطفالنا وأولادنا، لن يذهبوا إلى الجيش ولو لدقيقة واحدة".
لماذا يرفض الحريديم؟
النزاع حول المجتمع الأرثوذكسي المتشدد الذي يخدم في الجيش هو أحد أكثر النزاعات إثارة للجدل في إسرائيل، حيث لم تتوصل محاولات حكومية وقضائية على مدار عقود من الزمان إلى حل لهذه القضية، كما تقاوم القيادة الدينية والسياسية الحريدية بشدة أي جهد لتجنيد طلاب المدارس الدينية التقليدية الذين يشاركون بالفعل في الدراسة الدينية.
يعتقد العديد من اليهود المتشددين أن الخدمة العسكرية لا تتفق مع أسلوب حياتهم، ويخشون أن يتم تحويل أولئك الذين ينضمون إلى الجيش إلى علمانيين، ولكن العديد من الإسرائيليين الذين يخدمون في الجيش يقولون إن الترتيبات التي استمرت لعقود من الزمان للإعفاء الجماعي من الخدمة العسكرية تشكل عبئًا غير عادل عليهم، وهو الشعور الذي تعزز منذ هجوم السابع من أكتوبر والحرب التي تلته.
ويقول زعماء اليهود المتشددين إن الدراسة الدينية مهمة بنفس القدر لمستقبل البلاد، وأن أسلوب حياتهم الذي تعودوا عليه منذ أجيال سوف يتعرض للتهديد إذا خدم أتباعهم في الجيش.