يخرب الصفقات لمنع الانهيار.. نتنياهو حجرة عثرة أمام إنهاء الحرب
كشفت وسائل إعلام عبرية أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يعمل بنشاط على تخريب إمكان التوصل إلى أي صفقة لإطلاق سراح المحتجزين، من أجل منع انهيار حكومته، من خلال إدخال عنصرين جديدين إلى المفاوضات.
ومر ما يقرب من تسعة أشهر على بدء الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة، وحتى الآن فشلت الحكومة الإسرائيلية في تحقيق الهدفين الرئيسين المتمثلين في تحرير المحتجزين والقضاء على حماس، وخلفت بدلًا من ذلك دمارًا هائلًا للبنية التحتية في القطاع، واستشهاد أكثر من 38 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، بجانب ما يصل 90 ألف مُصاب.
شعارات سياسية
ويصر "نتنياهو" على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يظل مسيطرًا على المنطقة العازلة الحيوية بين مصر وقطاع غزة المعروفة باسم ممر فيلادلفيا، وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، طالب رئيس حكومة الاحتلال أيضًا بعدم السماح لأي قوات مسلحة تابعة للفصائل الفلسطينية بالعودة إلى شمال غزة.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن حماس حتى الآن لا تزال تمتلك كميات هائلة من الأسلحة في شمال غزة، مشيرين إلى أنه بناء على ذلك فتعتبر فكرة منعهم من العودة مسلحين فعليًا لا يحقق سوى شعارات سياسية، ساخرين من أن تلك المطالب ليس لها أي أهمية من منظور أمني.
وطالبت أحزاب إسرائيلية جميع الإسرائيليين بالنزول إلى الشارع، من أجل إسقاط نتنياهو وحكومته اليمينية، بسبب فشله في تحقيق أهداف الحرب، مؤكدين أن الحل يأتي من الشعب ولا سبيل سوى الاحتجاجات والإضرابات والعصيان المدني.
تدمير استباقي
لا يهتم رئيس الوزراء الإسرائيلي وفقًا للصحيفة، إلا بمنع إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي، من الإطاحة بحكومته، مشيرين إلى أنه كان يدمر بشكل استباقي أي احتمالات للتوصل إلى اتفاق، وكان علنيًا بشأن مطالبه فيما يتصل بممر فيلادلفيا وشمال غزة في أثناء عملية التفاوض.
وكانت حماس تطالب بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك ممر فيلادلفيا قبل إجراء أي محادثات، إلا أنه وفقًا للمعطيات الجديدة قبلت العملية المنصوص عليها في الاتفاق، التي بموجبها سيتم إطلاق سراح ما بين 33 إلى 18 محتجزًا في المرحلة الأولى مقابل التهدئة في الحرب والإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وبات الهستدروت أحدث كيان في دولة الاحتلال الإسرائيلي حاليًا، يطالب علنًا بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، بإتمام صفقة لإعادة المحتجزين من قطاع غزة، بعد الفشل الذريع للأجهزة الأمنية، 7 أكتوبر، وطول أمد الحرب التي لا نهاية لها تلوح في الأفق.
ضغوط أقل
مع انطلاق المفاوضات لتنفيذ إطار بايدن المتفق عليه بالفعل، أضاف نتنياهو على الأقل هذين الشرطين الجديدين الحاسمين، ما أدى إلى سحب البساط من تحت أقدام المفاوضين الإسرائيليين، وفقًا للصحيفة، مبدين مخاوفهم من أن الولايات المتحدة ستلقي اللوم هذه المرة على إسرائيل في فشل المحادثات.
وربطت المصادر تزامن تلك المشكلات في المحادثات مع أداء بايدن الكارثي في المناظرة ونجاة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من محاولة اغتيال، وتكهنت المصادر بأن نتنياهو أصبح أكثر ثقة في فوز ترامب بإعادة انتخابه، ويشعر بضغوط أقل لمواءمة خططه الاستراتيجية طويلة الأجل مع مطالب بايدن.