عزلة نتنياهو تتعمق.. تزايد معارضة الإسرائيليين لاحتلال فيلادلفيا
أكدت استطلاعات رأي حديثة وجود معارضة متزايدة لدى الإسرائيليين تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتخذ من إبقاء سيطرة جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا، ذريعة لنسف جهود الوساطة الرامية لوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل المحتجزين بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، ما يشير إلى تعمق العزلة التي يواجهها.
وأظهر استطلاع عرضته القناة 12 الإسرائيلية، أمس الجمعة، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة تبادل، واعتبروا ذلك أهم من البقاء في محور "فيلادلفيا" الذي يتمسك به نتنياهو.
وكشف الاستطلاع أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن إبرام صفقة تبادل أسرى أهم من البقاء في محور "فيلادلفيا"، فيما يرى 28% أن البقاء في محور "فيلادلفيا" هو الأهم، وتضم تلك النسبة غالبية المصوتين لحكومة الاحتلال المتطرفة.
وأبدى 61% من الإسرائيليين المُستَطلَعة آراؤهم، عدم ثقتهم الكاملة بأن الحكومة تبذل كل ما بوسعها من أجل إعادة المحتجزين من غزة، وردًّا على سؤال حول سبب إصرار نتنياهو على البقاء في محور "فيلادلفيا"، أجاب الغالبية بأنه "لاعتبارات سياسية".
وأماط استطلاع آخر أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أمس الجمعة، اللثام عن حالة من الغضب وعدم التوافق بالداخل الإسرائيلي تجاه السياسات التفاوضية التي تنتهجها حكومة نتنياهو إزاء المساعي الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب في غزة والتوصل لاتفاق لإطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأظهر الاستطلاع أنه توجد أغلبية كبيرة تؤيد الانسحاب من محور فيلادلفيا، مقابل صفقة التبادل مع حركة حماس.
وأعربت أغلبية كبيرة من المشاركين في الاستطلاع، عن تأييدهم الكامل للانسحاب من محور فيلادلفيا للسماح بعقد صفقة التبادل، إذ أيّد 48% التنازل عن المحور، فيما رأى 37% أنه من الأفضل التخلي عن الاتفاق، وترك المحور تحت سيطرة الاحتلال.
ولم يغفل الاستطلاع حالة الانقسام السياسي في إسرائيل، إذ بدا الخلاف حول الانسحاب من المحور أكثر حدة بين أنصار المعارضة، ويحظى الانسحاب من المحور بدعم بنسبة 75%، فيما أبدى 74% من ناخبي حكومة نتنياهو استعدادهم للتخلي عن الاتفاق، حال كان ذلك يعني الانسحاب من محور فيلادلفيا.
وشهدت إسرائيل إضرابًا شاملًا، الاثنين الماضي، وخرجت مظاهرات حاشدة في عدة مدن، على مدى أيام متتالية، للمطالبة بإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع.
كما أبدى مسؤولون عسكريون إسرائيليون، من بينهم وزير الدفاع يوآف جالانت، وجادي آيزنكوت، العضو السابق في مجلس الحرب، وبيني جانتس الوزير السابق في مجلس الحرب، معارضتهم استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا، وشددوا على ضرورة تمرير صفقة تبادل المحتجزين لضمان مستقبل إسرائيل.
ويرفض نتنياهو الانسحاب من محور فيلادلفيا، في خطوة اعتبرتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، ناسفة لجهود الوساطة الرامية إلى التوصل لاتفاق مع حماس بوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل المحتجزين.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن مسؤولين مقربين من نتنياهو، قولهم "بعد انتهاء جلسة المباحثات الأمنية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، تبين لنا أن احتمال إبرام صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى ضئيل جدًا".
وحسب الشبكة الإخبارية، يقول العديد من المحللين إن نتنياهو يريد استمرار الحرب لتأجيل التحقيقات الحتمية حول الفشل في منع عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل في مستوطنات غلاف غزة، في 7 أكتوبر الماضي، كما يواجه نتنياهو اتهامات بالاحتيال والرشوة، وبات أمر محاكمته حتميًا إذا ترك منصبه.
ويتخوف نتنياهو من انهيار حكومته ، إذا وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يرفضه الوزيران المتطرفان إيتمار بن جفير (وزير الأمن القومي)، وبتسلئيل سموتريتش، اللذان هددا بالاستقالة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم السبت، أن نتنياهو يرفض اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين، خضوعًا لتهديدات بن جفير وسموتيرتش.