الازهر للفتوى: اجتماع الناس على مائدة الإفطار في شهر رمضان يزيد من أواصر الألفة والمحبة بينهم

مما يتميز به شهر رمضان التزاور والعزائم بين الأهل والأصدقاء والجيران، وهو أمرٌ يشتمل على فوائد عظيمة إن خلا من التكلف والإسراف.
إذا نوى الداعي إلى الطعام إفطار الصائمين في رمضان جمع بين فضل الدنيا، وثواب الآخرة؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا» [أخرجه الترمذي]
أمر الإسلام بإكرام الضيف قدر الوسع والطاقة، ونهى عن التكلف؛ فعن شَقيقِ بنِ سَلَمةَ قال:«دخَلْنا على سَلْمانَ فدعا بما كان في البيتِ، وقال: لولا أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ نهانا عنِ التَّكلُّفِ للضَّيفِ لَتكلَّفْتُ لكم». [أخرجه الحاكم]
الإسراف في إعداد مائدة الطعام بالقدر الزائد عن الحاجة، والإسراف في تناوله؛ مما يثقل البدن عن الطاعة والعبادة، أمر مذموم؛ قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
المباهاة والمفاخرة في العزائم الرمضانية، بتصويرها وإعلانها، والمباراة بها؛ امتهان للنعم، وسبب للشحناء، وكسر لقلوب الفقراء؛ لذا ذمّ الإسلام التباري في العزائم بهذا الشكل بغرض التفاخر.
تبادل الحديث بعد الاجتماع على الطعام في العزائم تنبغي أن تكون بعد أداء الصلوات لا سببا في تأخيرها أو التقصير فيها.