تقرير: تراجع شعبية ترامب بعد شهرين من عودته للبيت الأبيض

أظهر استطلاع جديد للرأي انخفاضًا طفيفًا في شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أكثر من شهرين على ولايته الرئاسية الثانية، إذ كشف استطلاع هارفارد/هاريس الذي نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن 49% من الناخبين المسجلين يوافقون على أداء ترامب، بانخفاض عن نسبة 52% الشهر الماضي، فيما بلغت نسبة الذين لا يوافقون على أدائه 46%.
التقلبات الشعبية
ويرى مارك بن، أحد القائمين على الاستطلاع، أن "التقييمات العامة لترامب ظلت متماسكة، ولديه معدلات موافقة أعلى بكثير مما كان لدى الرئيس السابق بايدن، إلا أن الشهر المقبل سيحدد ما إذا كان هذا الانخفاض مجرد تقلب عشوائي أم اتجاه".
أكثر من 4 من كل 10 ناخبين يعتقدون الآن أن ترامب يقوم بأداء أسوأ مما كان متوقعًا، بزيادة 7 نقاط عن 35% في فبراير.
وأشار الاستطلاع إلى أن 30% يرون أنه يقوم بعمل أفضل مما كان متوقعًا، فيما رأى 27% أنه يعمل، كما كان متوقعًا.
وبدأ ترامب إدارته الثانية بتسجيل بعض من أعلى معدل موافقة من التي حصل عليها في فترته السابقة، لكن الأرقام الأخيرة تضيف إلى العلامات التي تشير إلى أن شعبيته قد تكون آخذة في الضعف منذ عودته إلى المنصب بعد فوزه في انتخابات نوفمبر 2024.
الانقسام الحزبي
تظهر نتائج الاستطلاع انقسامًا حادًا بين الحزبين حول أداء الرئيس، حيث عبر 12% فقط من الجمهوريين عن عدم موافقتهم على أداء ترامب، مقارنة بـ 79% من الديمقراطيين و50% من المستقلين الذين أعربوا عن مشاعر مماثلة.
انقسم الناخبون حول مدى تفضيلهم لترامب، حيث ينظر 47% إليه بشكل إيجابي، والنسبة نفسها تنظر إليه بشكل سلبي.
أما بالنسبة لبايدن، فقد بلغت نسبة من ينظرون إليه بشكل إيجابي 39% مقابل 53% ينظرون إليه بشكل سلبي.
أداء الإدارة السابقة
على الرغم من التراجع الطفيف في شعبية ترامب، فإن غالبية الناخبين ما زالوا يعتقدون أنه يقوم بعمل أفضل في البيت الأبيض مقارنة بما قام به الرئيس السابق جو بايدن.
وتشير أرقام الاستطلاع إلى أن 54% من الناخبين يرون أن ترامب يؤدي عملًا أفضل من سلفه، رغم أن هذا الرقم انخفض من 58% الشهر الماضي.
وأشار استطلاع جديد أجرته مؤسسة جالوب هذا الأسبوع إلى أن متوسط دعم ترامب البالغ 45% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أفضل من متوسط 42% المسجل في نفس الفترة من فترة ولايته الأولى، على الرغم من أن الاستطلاع وجد أيضًا أن موافقة ترامب انخفضت قليلًا كل شهر منذ يناير.
الملفات الرئيسية
سجل أداء ترامب انخفاضًا في معدلات الموافقة عبر أكثر من نصف القضايا التي تم اختبارها في الاستطلاع، بما في ذلك الاقتصاد والشؤون الخارجية.
وكان أداؤه الأفضل في ملف الهجرة، لكن حتى هذه النسبة انخفضت من 56% الشهر الماضي إلى 53% هذا الشهر.
أشارت "ذا هيل" إلى أن جهود ترامب للحد من الهجرة لاقت استحسانًا واسعًا، لكنه بدأ يواجه علامات على الصعوبات فيما يتعلق بموافقة الناخبين على سياساته الاقتصادية، وسط الجدل حول التعريفات الجمركية وسوق الأسهم، كما قوبلت جهوده لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية بالجدل.
اتجاهات مستقبلية
يظهر مؤشر من المحلل الإحصائي نيت سيلفر، أن معدل الموافقة على ترامب انخفض إلى ما دون درجة عدم الموافقة في منتصف مارس، وهو ما يُعد مؤشرًا مهمًا على اتجاهات الرأي العام الأمريكي المستقبلية.
ويتابع المراقبون السياسيون بتركيز كبير هذه المؤشرات المبكرة لأداء ترامب في ولايته الثانية، لاسيما أن الانتظارات من عودته للبيت الأبيض كانت متباينة بشكل كبير بين مؤيديه ومعارضيه، وهو ما قد ينعكس على مستقبل السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية خلال السنوات الأربع المقبلة.