وزير تكنولوجيا المعلومات والمعلومات يحضر DSC MENA 2025

حضر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت مؤتمر علوم البيانات والذكاء الاصطناعي (DSC MENA 2025) المنعقد بجامعة مصر للمعلوماتية (EUI) بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة. الحدث الذي استغرق ثلاثة أيام، والذي جرت في الفترة من 10 إلى 12 أبريل، نظمته واستضافته EUI بالشراكة الاستراتيجية مع وكالة تطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، ونترفنتو، وسفارة هولندا في القاهرة.

عقد المؤتمر تحت عنوان "تمكين مجتمع الذكاء الاصطناعي"، جمع أكثر من 1500 حاضر و 90 متحدثًا - بما في ذلك صناع السياسات وقادة الصناعة والمتخصصين والأكاديميين والمبدعين ورجال الأعمال - لاستكشاف مستقبل الذكاء الاصطنيعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. حضر الحدث أيضا سفير هولندا لدى مصر بيتر موليما، إلى جانب كبار المسؤولين من الاتحاد الأوروبي.

بدأ وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال كلمته بالحداد على وفاة رئيسة الاتحاد الأوروبي ريم بهجت التي وافتها المنية قبل أيام فقط من الحدث. وأشاد بإرثها العلمي المتميز ودورها في تأسيس الجامعة ورؤيتها الواضحة لمهمتها ومستقبلها. كما سلط الضوء على صفاتها النادرة، مشيراً إلى مزيجها من التميز العلمي، والتفاني في العمل، والاستبصار، وقدرتها على تحويل رؤيتها إلى واقع. صرح بأن ذكراها ستظل حية في عقول وقلوب كل من عرفها وعمل معها. تقديرا لمساهماتها أعلنت وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصال أن مجلس أمناء الجامعة قرر تسمية القاعة الرئيسية تكريما لها.

أكد طلعت أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ملتزمة باستضافة هذا المؤتمر الإقليمي للعام الثاني على التوالي، بما يعكس التركيز العالمي المتزايد على علوم البيانات والذكاء الاصطناعي. أضاف وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال، اتخذت مصر خطوات جادة نحو النهوض بالذكاء الاصطناعي، بدءًا بإنشاء المجلس القومي للذكاء الاصطنعي (NCAI)، الذي يجمع الجهات المعنية الرئيسية في هذا المجال. وتلى ذلك إطلاق الاستراتيجية القومية للذكاء الاصطناعي وإصدار الميثاق المصري للذكاء الاصطلاحي المسئول.

شدد طلعت على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لم تعد مصدر قلق محدود في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال بل أصبحت أولوية مشتركة في جميع قطاعات الدولة - بما في ذلك المؤسسات الحكومية والجامعات ومراكز البحث والمجتمع المدني والقطاع الخاص - حيث تعمل على الاستفادة من القدرات المتنامية للذكاء الاصطناعي.

أوضح وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال أنه في إطار تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية الأولى للذكاء الاصطناعي، تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقي (AIC) لتطوير تطبيقات عملية باستخدام هذه التكنولوجيا الحيوية. تم تطوير النسخة الثانية من الاستراتيجية في عام 2024 وأطلقت في وقت مبكر من هذا العام، مع التركيز على ستة أعمدة موازية. الأول هو بناء بنية تحتية قوية للمعلومات والحوسبة لدعم أنظمة الذكاء الاصطناعي. كجزء من هذا، يتم توفير بعض هذه الموارد للشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعمل على حلول مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، بهدف دعم الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.

الركيزة الثانية هي منح الشركات المزيد من الوصول إلى البيانات - أساس صناعة الذكاء الاصطناعي - مع الحفاظ على توازن دقيق بين خصوصية البيانات وسهولة الوصول إليها. يشمل المسار الرئيسي الآخر تطوير تطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمواجهة تحديات العالم الحقيقي عبر مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والزراعة والبيئة والموارد المائية وغير ذلك الكثير.

وأوضح طلعت أن الركن الرابع للاستراتيجية يركز على توسيع مجموعة المهنيين المهرة القادرين على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات. وشدد على أن الابتكار، والفكر البشري، والتفكير الإبداعي لا تزال محورية في الاستراتيجية. وتحقيقا لهذه الغاية، يتم إطلاق المزيد من المبادرات التدريبية لاستهداف مختلف شرائح المجتمع والفئات العمرية، مما يساعد المواطنين على الاستفادة من الفرص التي توفرها منظمة العفو الدولية.

أضاف أن الركيزة الخامسة تهدف إلى تعزيز بيئة داعمة للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تشجيع الشركات الناشئة ودعمها من خلال البرامج والمبادرات التي تقدم في محاور كريتيفا للابتكار. الركيزة السادسة تركز على الحوكمة، بما في ذلك وضع أطر تنظيمية وتشريعية لضمان الاستخدام المسؤول والفعال لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

تحدد الاستراتيجية تحقيق الأهداف الرقمية الرئيسية، بما في ذلك تدريب أكثر من 30,000 متخصص في الذكاء الاصطناعي بين عامي 2025 و2030، ودعم ما لا يقل عن 250 شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي في تطوير وإطلاق حلول مبتكرة في مختلف القطاعات، وتمكين أكثر من ربع القوى العاملة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناء وفهمها صرح وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال بإمكانيات دعم أهداف الأعمال التجارية عبر مختلف المؤسسات. وأكد على أهمية رفع مستوى الوعي العام بإمكانيات الذكاء الاصطناعي - ما يمكن أن يحققه واقعياً، ومحدودياته، والفوائد والمخاطر المرتبطة باستخدامه.

على هامش المؤتمر التقى وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالسفير الهولندي لمناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال. سلط الاجتماع الضوء على جهود MCIT في النهوض بصناعة النقل إلى الخارج وبناء القدرات الرقمية ودعم الابتكار الرقمي وريادة الأعمال. دعا طلعت موليما لزيارة مراكز الابتكار في كريتيفا لاستكشاف البرامج التي تقدمها MCIT لتنمية المواهب الرقمية وتعزيز الشركات الناشئة.

من جانبه أشاد السفير الهولندي بالتقدم الذي أحرزته مصر في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال. سلط الضوء على التعاون القوي بين مصر وهولندا وأكد على أهمية وجود مهنيين مدربين جيداً، خاصة في ظل حاجة هولندا المتزايدة إلى المهارات الرقمية. ولاحظت موليما أن النظام الإيكولوجي لمقاولة المشاريع الهولندي يعتمد اعتمادا كبيرا على التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص. كما أعرب عن اهتمامه بمعرفة المزيد عن مشهد مصر الناشئة والتكنولوجيا، والعمل الذي تقوم به الشركات الناشئة التي تركز على تكنولوجيا المعلومات والاتصال.

زار طلعت خلال المؤتمر معرضا يضم شركات تركز على الذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهولندا.

DSC MENA هي واحدة من الفعاليات التكنولوجية الرائدة في المنطقة. يجمع بين الذكاء الاصطناعي ومجتمع علوم البيانات لتشجيع التعاون وتبادل المعرفة. عرض المؤتمر مناقشات متعمقة حول 25 موضوعًا رئيسيًا، حيث قدم فرصًا للتواصل الشبكي ورؤى حول أحدث الاتجاهات في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. عُقدت على مدى يومين عبر الإنترنت واختتمت بحدث شخصي في اليوم الثالث في حرم جامعة الاتحاد الأوروبي.

ركز جدول أعمال الحدث على العديد من المواضيع عبر مسارات متعددة. غطى المسار الفني أحدث التطورات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الكبيرة، والتحليلات المعززة، ومعالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والهندسة الفورية في الوقت الفعلي، وتصور البيانات، ونشر نموذج التعلم الآلي، وهندسة البيانات، ورؤية الكمبيوتر، والروبوتات.

استكشف مسار "الذكاء الاصطناعي في القطاع العام والمجتمع" أطر الإدارة المسؤولة للذكاء العفو وفحص آثارها المجتمعية. في الوقت نفسه، سلط مسار "الصناعات التحويلية بالذكاء الاصطناعي" الضوء على كيفية إعادة تشكيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتدفع تحول الأعمال.

تضمنت الفعالية أيضا جائزة DSC MENA الناشئة، وهي مبادرة صممت لتسليط الضوء على الشركات الناشئة المتميزة في مجال علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. شاركت العديد من الشركات الناشئة الهولندية بدعم من السفارة الهولندية بالقاهرة في المسابقة ضمن الجهود المستمرة لتعزيز التعاون بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية.

الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي هو أول جامعة في أفريقيا مخصصة لدراسات تكنولوجيا المعلومات والاتصال. أنشأها MCIT بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. تقدم الجامعة برامج أكاديمية متخصصة مصممة لتجهيز الطلاب بالخبرة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال الأكثر تقدماً.