نتنياهو ومخطط ”الشرق الأوسط الجديد”: مشروع سيطرة أم إعادة تشكيل جيوسياسي؟ 7 مراحل

لا يمكن فصل السياسات التي يتبعها بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، عن رؤيته الكبرى لمستقبل المنطقة.
الرجل الذي يعرف بأنه محسوب على اليمين المتطرف، لا يخفي طموحاته في صياغة شرق أوسط جديد من وجهة نظر تل أبيب، يتجاوز فيه الصراعات التقليدية، ويتجه نحو فرض هيمنة إسرائيلية شاملة، سياسية واقتصادية وأمنية.
المرحلة الأولى تصفية القضية الفلسطينية
من الواضح أن أولى أولويات نتنياهو هي إنهاء القضية الفلسطينية بشكل نهائي، ليس فقط من خلال الحروب أو القوة العسكرية، بل عبر تفكيك البنية السياسية للفلسطينيين.
فهو يسعى لتصفية السلطة الفلسطينية وإنهاء إرث اتفاق أوسلو، ويتعامل مع القيادة الحالية، وخاصة الرئيس محمود عباس، باعتبارها مجرد أدوات مؤقتة ستزال في الوقت المناسب، هدفه النهائي هو منع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
المرحلة الثانية إنهاء قوى "الإسلام السياسي" والمقاومة
أحداث ما بعد 7 أكتوبر كشفت جانبًا كبيرًا من هذا المخطط، نتنياهو لم يخفي رغبته في تحجيم حماس، وجر غزة نحو سيناريو دمار شامل.
كما تمكن من تحييد حزب الله جزئيًا، ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني، مع السعي لفرض منطقة عازلة في جنوب لبنان، تكون تحت سيطرة الجيش اللبناني، وليس حزب الله.
أما في سوريا والعراق، فقد تلقت القوات المتحالفة مع إيران ضربات موجعة، أضعفت قدراتها بشكل كبير.
وبهذا يكون نتنياهو قد وضع إيران على رأس القائمة لاحقًا، لكن بعد إنهاء نفوذ أذرعها الإقليمية.
المرحلة الثالثة السيطرة على البحر الأحمر والممر الاقتصادي الجديد
يسعى نتنياهو لتأميم البحر الأحمر لصالح تحالف إقليمي يضم إسرائيل، أمريكا، أوروبا، وبعض الأنظمة العربية.
الهدف هنا هو القضاء على نفوذ الحوثيين، وضمان سلامة الممر التجاري الذي يمتد من الهند إلى إسرائيل، ضمن ما يعرف بالممر الاقتصادي.
وهذا يتطلب حسب رؤيته تدمير شامل للبنية العسكرية الحوثية، وعدم السماح لهم بالعودة إلى السيطرة على أي شريان بحري.
المرحلة الرابعة إعادة هندسة غزة والضفة
تبدو غزة في خطط نتنياهو وكأنها مشروع "مدينة ذكية" جديدة متعددة الجنسيات، لا مكان فيها للسكان الأصليين، والنية واضحة، تهجير تدريجي لأهل غزة، وإنهاء حلم العودة، ودفن فكرة حل الدولتين إلى الأبد.
أما الضفة الغربية، فستغرق بالاستيطان، وتتحول إلى كيان اقتصادي تابع، مرتبط بتل أبيب عبر شبكة قطارات وبنية تحتية، حيث يعيش الفلسطينيون كأقلية دون سيادة سياسية، بعد إقصاء السلطة الفلسطينية بالكامل.
المرحلة الخامسة.. التطبيع مع السعودية... الجائزة الكبرى
بالنسبة لنتنياهو، التطبيع مع السعودية هو الجائزة الأهم، لأنه سيفتح الباب أمام انخراط إسرائيلي مباشر في قلب المنطقة.
بعد التطبيع، تطمح إسرائيل إلى لعب دور رائد في التنمية، عبر تقديم خبراتها في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة والزراعة، بل وحتى السياحة الدينية والاقتصادية، إنها رؤية جديدة لـ"الشرق الأوسط المزدهر"، لكن على مقاس تل أبيب.
المرحلة السادسة.. التفتيت الجغرافي وإضعاف الكيانات
ضمن الخطة أيضًا، إعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية وعرقية صغيرة، تكون منشغلة بصراعاتها الداخلية، وعاجزة عن تشكيل أي تهديد موحد.
هذه الدويلات تستخدم مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، حيث تبقى تل أبيب الدولة الأقوى والمركزية، وسط بحر من الانقسامات.
المرحلة السابعة.. انفتاح العرب على إسرائيل كواقع جديد
يأمل نتنياهو في أن تصل المنطقة إلى مرحلة تقبل فيها إسرائيل كجزء طبيعي ومهيمن من نسيج الشرق الأوسط، يتمتع مواطنوها بحرية التنقل والتجارة والاستثمار في الدول العربية.
في هذا السيناريو، تنتهي الحروب وتستبدل بمشاريع اقتصادية، يكون فيها لإسرائيل اليد الطولى.