للتاريخ.. رئيس كوريا الجنوبية ”يون سيوك يول” يقف أمام المحكمة دون وشاح السلطة

في صمتٍ يلفّ قاعات العدالة، حيث تتردد أصداء الماضي المثقل بالاتهامات، وقف "يون سيوك-يول" الرئيس الذي هوى من عليائه، ليواجه مرآة التاريخ في جلسته الثانية، لا يرتدي وشاح السلطة، بل ثوب المتهم.
لم تكن قضيته مجرد سطور في سجلات المحاكم، بل ملحمة سياسية نسجت خيوطها في ديسمبر الماضي، حينما أطلّ شبح الأحكام العرفية على سماء كوريا الجنوبية اتُّهم "يون" بقيادة تمرد، بمدّ يده نحو الجمعية الوطنية، محاولًا إخماد صوت المعارضة، وحجب نور الديمقراطية.
وكالة "يونهاب" الكورية، الناقلة لأحداث هذا الفصل، رسمت صورة لرئيسٍ سعى إلى فرض إرادته، لكن رياح التغيير كانت أقوى، فأسقطته من عرشه، وأيدت المحكمة الدستورية بالإجماع قرار عزله في الرابع من أبريل.
في الجلسة الأولى، أنكر "يون" تهمة التمرد، لكن النيابة العامة، كشفت عن وجهٍ آخر، مستشهدة بآرائه واستعداداته، مؤكدة أنه كان يضمر "إثارة الشغب" و"تقويض الدستور".
اليوم تم استجواب "جو سونج هيون" وهوا الذي قال استلقاء الاوامر من "بجرّ" النواب من الجمعية وتم استجوابه عن سؤالٌ واحدٌ ظلّ يتردد في الأذهان: هل كان هذا الأمر ممكنًا؟ أجاب "جو" بعبارةٍ مبهمة: "لا أعلم لماذا قد يصدر أمر مستحيل".
هنا، في هذه اللحظة، تتجلى مأساة السلطة، حينما تتجاوز حدود المنطق، وتلامس حافة الهاوية.
فتكون جرائم التمرد والعند في تلك البلاد تحمل في قرارة نفسها عقوبات بالغة القسوة تنتهي بالاعدام شنقا او السجن مدى الحياة
إنها قصة رئيسٍ، تحوّل من رمزٍ للقيادة إلى متهمٍ في قفص الاتهام، قصة تروي كيف يمكن للسلطة أن تُغوي، وكيف يمكن للعدالة أن تنتصر، حتى وإن طال الزمن.