شاب صيني يحوّل ”كوب شاي” إلى مليارات ”قصة نجاح مذهلة في عالم الأعمال”

في لحظة مفاجئة وغير متوقعة، ظهر اسم شاب صيني في أوائل الثلاثينيات من عمره على قائمة أثرياء العالم، بعد أن تمكن من تحويل شغفه بكوب شاي إلى إمبراطورية اقتصادية عملاقة.
ويكون جونجي تشانغ صاحب سلسلة متاجر شاي تشاغي، حيث أصبحت شركته في بورصة ناسداك الأمريكية، وحقق نجاحات رغم التوتر الاقتصادي بين بكين وواشنطن.
في عالم تسوده حالة من الحذر حيال الشركات الصينية في السوق الأميركية، تمكّن تشانغ من جمع أكثر من 400 مليون دولار من خلال الطرح الأولي لشركته، لترتفع أسهمها بنسبة 16% في يومها الأول وتُقدر ثروته الشخصية بأكثر من ملياري دولار، وفقاً لتقديرات مؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
لكن صعود تشانغ لم يكن ضربة حظ، بل ثمرة رؤية مختلفة في سوق مشروبات الشاي، وفي سنة 2017 خرجت شركته إلى النور من جنوب غرب الصين ، بينما غزت ماركات الشاي الفقاعات الأسواق بنكهاتها السكرية، قرر تشانغ أن يُقدّم شيئاً مختلفًا تمامًا شاي تقليدي راقٍ، معدٌّ من مكونات طبيعية، ومُصمم ليُرضي أذواق الباحثين عن جودة عالية وتجربة فريدة.
وتكون بذلك حققت سلسلة مقاهي "تشاغي" العديد من أنواع الشاي بالحليب مع استخدام وصفات من التراث الصيني منها : شاي اولونغ والشاي الأخضر بأسعار متوسطة في متناول شريحة واسعة من الزبائن.
مع تزايد وعي المستهلكين بمخاطر المشروبات الغنية بالسكريات، بدأت "تشاغي" تحصد شعبية هائلة، فامتد نشاطها إلى أكثر من 6400 فرع في الصين وجنوب شرق آسيا، بين فروع مملوكة بالكامل وأخرى بنظام الامتياز التجاري.
ومن المتوقع بلوغ سوق الشاي الصينية قيمة بمقدار 58 مليار دولار مع بداية عام 2028.
رغم هذا النجاح اللافت، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود فقد واجهت الشركة ردود فعل سلبية في ماليزيا بعد جدل سياسي، وواجهت تحديات مماثلة في فيتنام غير أن الطموح لا يزال وقود "تشاغي" التي تسعى إلى بناء حضور عالمي يجعلها تضاهي أسماء كبرى مثل ستاربكس.
وبينما تُظهر البيانات تباطؤاً في استثمارات مشروبات الشاي في الأسواق الآسيوية، فإن تشانغ يعوّل على الذوق العالمي والتكنولوجيا الحديثة لإعادة تعريف طريقة تناول الشاي في القرن الحادي والعشرين.
لقد أثبت جونجي تشانغ أن قصة نجاح عظيمة يمكن أن تبدأ برشفة من كوب شاي إذا ما امتزجت الشغف بالرؤية والابتكار.