انطلاق الأسبوع الدعوي بمسجد الفتح بالمعادي بالقاهرة
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات اليوم الأول للأسبوع الدعوي بمسجد الفتح بالمعادي بالقاهرة مساء أمس الأحد 29/ 1/ 2023م بعنوان: "التفاؤل والأمل"، حاضر فيه الدكتور/ خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقدم له د/ أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ صبري متولي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ محمود عوض مبتهلا، وبحضور الدكتور/ سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة, والدكتور/ منتصف محمود عبد المهيمن مدير الإدارات الفرعية بمديرية أوقاف القاهرة , والدكتور ياسر معروف مدير إدارة المعادي، والشيخ/ محمد السيد حسين مفتش الإدارة، والشيخ/ علاء صقر مفتش الإدارة, ومجموعة من السادة أئمة الإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور/ خالد صلاح الدين أن الأمل قيمة إسلامية لا يمكن أن يعيش الإنسان من دونها، فمن دون الأمل في حياة أفضل وأرقى لن يعمل أحد، ومن دون الأمل في مستقبل أفضل لن يتعلم أحد، ومن هنا فلا حياة بلا أمل، فالأمل هو الذي يجعل الإنسان يحب الحياة ويعمل من أجلها لخير نفسه وخير مجتمعه, والأمل والتفاؤل من القيم الإسلامية النبيلة التي تؤدي إلى الجد والاجتهاد, وقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحب الفأل الحسن، ويكره التشاؤم والطيرة.
مشيرًا إلى أن التفاؤل سلوك ملازمٌ للنبي (صلى عليه وسلم) ومُتأصِّل فيه؛ إذ إن التفاؤل له أساسان: الأول: حُسن الظن بالله تعالى؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله بغير سبب مُحقَّق، والمسلمُ مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال، والثاني: التوكل على الله تعالى , وقد ضرب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أروع الأمثلة في التفاؤل ففي أصعب المواقف لا يفقد التفاؤل والأمل قال تعالى: "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".
وفي كلمته أكد الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن مصر لن تضيع أبدًا, ولن تسقط أبدًا, ولن تركع لغير الله, وهي التي استبقاها الله صامدة شامخة عزيزة بعز الله, وأبية برجالها وشيوخها وجيشها وأمنها, ومن هذ المسجد العامر نطلق رسالة أمل وتفاؤل للعالم كله.
مؤكدًا أن التفاؤل صناعةٌ إسلامية بامتياز، وأن القرآن الكريم يربي المسلم على التفاؤل والحيوية والإيجابية، قال تعالى: "يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ"، وقال أيضًا: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ"، وإذا سبحنا في بحار القرآن؛ لوجدنا مئات الآيات التي تمنح الإنسان التفاؤل والقوة، وقد نهى الله تعالى عن اليأس والقنوط مهما كانت الظروف والمصائب، فاليأس والقنوط بعيد عن الإسلام بل إن اليأس أعدى أعداء الإسلام؛ مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) هو منبع الأمل ومعلمه، ومنه تنبثق أنهار التفاؤل كان دائم التفاؤل والاستبشار بتوفيق الله (عز وجل)، وهو من علمنا: "بشِّروا ولا تنفِّروا، يسِّروا ولا تعسِّروا".
كما توصلت الدراسات الحديثة إلى أن التفاؤل مريح جدًّا لعمل الدماغ؛ فعندما تجلس وتفكر عشر ساعات وأنت متفائل، فإن الطاقة التي يبذلها دماغك أقل بكثير من أن تجلس، وتتشاءم لمدة خمس دقائق فقط!، وأن المتفائلين هم: أكثر الناس نجاحًا، وأكثر الناس إيجابيةً، وأكثر الناس تعاونًا، وأكثر الناس إنجازًا، وأكثر الناس حكمةً، وأكثر الناس صحةً، وأطول الناس أعمارًا، بإذن الله، وقد نبه معلم الإنسانية الأعظم (صلى الله عليه وسلم)، إلى ذلك مبكرًا، فقال (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَر، فَكانَ خَيْرًا له).