مصراوي 24
منال عوض: التصدي لمحاولات التعدي علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والبناء المخالف بالمحافظات واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين أبرز أنشطة وزارة الإنتاج الحربي والوحدات التابعة خلال شهر مارس 2025 وزيرة التنمية المحلية تتلقي تقريرًا حول متابعة الوضع بالمحافظات خلال أيام عيد الفطر المبارك ٧٨,١ مليار جنيه للمبادرات والبرامج الأكثر استهدافًا للأنشطة الإنتاجية والتصديرية والصناعات ذات الأولوية وزير المالية:مخصصات استثنائية بالموازنة الجديدة لدعم الإنتاج والتصدير والسياحة ودفع النمو الاقتصادي رانيا المشاط: اجتماعات مكثفة مع الجهات الوطنية والجانب الأوروبي لتنفيذ محاور البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية ترامب: أجريت اتصالا جيد جدا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي طريق الأهلى .. صن داونز يهزم الترجي بهدف بيتر شالوليلي في دورى أبطال أفريقيا إصابة 9 أشخاص فى حريق منزل من أربعة طوابق بالفيوم ضبط طالب يقود سيارة مطموسة وتوثيق الواقعة بعد كشف ملابساتها الاستماع لأقوال خفير فيلا حسن حمدى لكشف ملابسات سرقتها بأبو النمرس إغلاق مخابز غزة بسبب نفاذ الدقيق وغاز الطهي والوقود
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الثلاثاء 1 أبريل 2025 09:34 مـ 3 شوال 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: ذات يوم كنا نغني

عندما يحاولون رسم صورة جيل من الأجيال، فإنهم يعتمدون على مرتكزات رئيسية مثل الحروب التي نشبت في زمنه، والتيارات الفلسفية التي كانت منتشرة، والتجديد الثقافي، لكن لا يشير أحد إلى الأغاني التي خلقت وجدان ذلك الجيل، وهزت مشاعره بصفتها مكونا رئيسيا. عاش جيل الستينيات حربي 56، ونكسة 67، وقادته رايات وكتب الفلسفة الوجودية، والماركسية، والوضعية المنطقية، لكن أي أغان أقامت وجدان الجيل وكان يرددها بوعي أو بدون وعي فساهمت في ظهوره وحياته بالشكل الذي كان؟ ثم أية أماكن تلك التي ارتبطت بوجوده وحركته؟ بل وأي عطور؟ في جيلنا كان هناك عطر مفضل للبنات اسمه " فيري"، زجاجة صغيرة بطول إصبع اليد انتاج الشبراويشي، من أجمل العطور، وللرجال كان هناك كولونيا خمس خمسات، وكانت أماكن الغرام محدودة، فهي إما جنينة الأسماك، أو حديقة الأورمان، أو سينما مترو وسينما ميامي، في المقاهي عرفنا : الاكسلسيور، وكنت ألتقي فيه بنجيب سرور الله يرحمه، يفيض بالشكوى، وكانت هناك مقهى" إيزائيفتش" في ميدان التحرير، وكافيه ريش، وفي الأماكن التي صنعت ذلك الجيل كان هناك ميدان التحرير، ملهم الشعراء والأدباء. وبوعي أو بغير وعي صاغت الأغنيات أحلام ذلك الجيل ومواقفه، وبلورت شعوره الواضح بأن قضية فلسطين قضية أمن قومي مصري، فكنا نسمع ونردد فيروز وهي تهتف: " الآن الان وليس غدا أجراس العودة فلتقرع"، وعبد الحليم وهو ينشد: " ابنك يقول لك يا بطل هات لي انتصار"، وأم كلثوم وهي تطلق جيوشا وطائرات ودبابات من صوتها حين تغني:" أصبح عندي الآن بندقية"، ثم الجميلة العذبة نجاح سلام وهي تترنم: " يا أغلى اسم في الوجود.. يا مصر". هذه هي الأغاني التي شكلت الوعي إلى جانب التيارات الفلسفية، والحروب، وثورة طلاب فرنسا، والتضامن الجارف مع فيتنام ضد أمريكا. لكن الوعي الذي يستقر في الذهن ليس هو الشعور، الشعور أعمق، وأبعد، وقد كانت الأغنيات هي باعثة الشعور، بينما قامت الكتب بتحريك الفكرة. وأظن أنه لابد عند رسم صورة جيل ما، أن نرى الأماكن التي عشقها، والعطور التي أحبها، والأفلام التي تركت أثرا فيه. أذكر من الأفلام " صوت الموسيقا " الذي أحدث ضجة، وفيلم " الخادم" المذهل، ثم فيلم رائع اسمه " الملاك الأزرق"، وكانت تلك الأفلام مثار نقاش متصل بين أدباء الجيل الشباب. أظن أن التأريخ لجيل ما لابد أن يتضمن أكثر مما يكتب عنه، لابد أن يشتمل على العطور، ورنين حركة الترمواي الذي كان واختفى، وحتى الملابس لابد أن تكون جزءا من ذلك التاريخ. لا أدري الآن وأنا أنظر إلى الجيل الحالي، أي أغان يردد؟ أي ألحان تخلق كينونته؟ ولا أدري للأسف كيف يتشكل وجدانه وعلى ماذا ينمو ويزدهر؟ لقد غنينا ذات يوم " يا أغلى اسم في الوجود"، وغنينا " ياحمام البر سقف على كتف الحر وقف".. لكن ماذا يغني الشباب الآن؟ وأتساءل: هل مازالت أغنياتنا قادرة على تحريك الوجدان؟ هل أننا تخلفنا وسبقونا هم بخطوات واسعة إلى المستقبل؟ أم أنه الزمن الذي يسيل ويحيل كل جديد إلى قديم؟