مصراوي 24
مسولون إسرائيليون: ضرب المواقع النووية الإيرانية سيكون ”صعبا للغاية” ولكن ترامب سيقف إلى جانبنا ترامب ينتظر بفارغ الصبر عقد لقاء مع بوتين لإنهاء النزاع في أوكرانيا أردوغان: قيمة الضرر الذي لحق بسوريا خلال 13 عاما تتجاوز 500 مليار دولار الخارجية الإماراتية تكشف ما دار في لقاء الشيخ عبد الله بن زايد ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر متحدث حركة فتح: مصر دائما لسان العروبة وتحرص على مصلحة الشعب الفلسطيني للقاء السيسي.. رئيسا قبرص ووزراء اليونان يزوران القاهرة غدا طبيب الأهلي يكشف تفاصيل إصابة يحيى عطية الله وأشرف داري احتجاجات في ليبيا تطالب بإسقاط حكومة الدبيبة 12 مليار دولار ارتفاعا بأرصدة الاحتياطى الأجنبى ليسجل 47 مليار دولار فى 2024 وزير الشباب يلتقي الرئيس التنفيذي لشركة اعمار البريطانية للتطوير لاستعراض تجربة لاعبين الكابيتانو في مانشستر سيتي وزيرة التضامن الاجتماعي توجه بصرف مساعدات عاجلة لأسر ضحايا ومصابي حادث الخانكة بالقليوبية وزير الاستثمار يبحث مع سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة سبل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الجانبين
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأربعاء 8 يناير 2025 09:10 صـ 9 رجب 1446 هـ

د. عبد المنعم سعيد يكتب: القضية والمسألة

«القضية الفلسطينية» قامت على تراث عربى أصيل وهو التخلص من الاستعمار أوروبيا كان أو عثمانيا. القضية وليدة القرن العشرين بامتياز وما جاء فيه من حركات التحرر الوطنى من المغتصب الأجنبي. الصراع الفلسطينى مع إسرائيل هو مقاومة لوريث استعمارى آخر حيث أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق وأعقبه التأييد الشامل بالقوة المسلحة. «المسألة الإسرائيلية» جاءت من منبع آخر مصدره أوروبى أيضا وهو ما سموه «معاداة السامية» بمعنى الموقف المسيحى من الأقليات اليهودية والسعى نحو الإبادة الجماعية لها. جرى ذلك فى إسبانيا بعد نهاية الحكم العربي، وفى روسيا فى فترات مختلفة، وفى جميع الدول الأوروبية بأشكال متنوعة من التمييز؛ ولكن صورتها الأكثر بشاعة تمت من ألمانيا فى أثناء الحرب العالمية الثانية فيما عرف بالمحرقة أو «الهولوكوست». اختلاف أصول الهوية جعل من كل عداء عربى أو فلسطينى هو سعيا لما قام به السابقون من غير اليهود معهم؛ وبعد إقامة الدولة إعادة اليهود إلى ما كانوا عليه. الغريب أن الفكر الصهيونى الذى ربط ما بين «المسألة» والتجمع فى أرض الأجداد والمرسلين غفل عن حقيقة أن الأقليات اليهودية فى العالم العربى والإسلامى لم تلق هذا النوع من المعاملة؛ ولذا فإن اليهود شاركوا رغم أقليتهم فى مواجهة الاستعمار كمواطنين.

إن تعقيد الحاضر لا يقل أبدا عن تعقيد الأصول؛ وما جرى خلال العقود السابقة من صراع وضع الحياة العربية والفلسطينية فى الكثير من العنت؛ وأعطى قادة الحجة للهروب من العصر والتقدم. على الجانب الإسرائيلى ورغم قربها الشديد من الغرب الذى أراد تعويضها عن المذابح بقدر ما أراد التخلص من الذنب وإبعاد اليهود وجعل معاداة السامية تشمل جميع الأقليات من السود إلى المسلمين. المشروع العربى عندما يقترب من «القضية» و«المسألة» عليه أولا إدراك الماضى ومنابعه؛ وثانيا إدراك مرور ثلاثة أرباع قرن من السنين على بداية الصراع المسلح ، وأكثر من قرن وربع قرن على الهجرات اليهودية.

نقلا عن جريدة الاهرام