محمد بركات يكتب: أمريكا.. والصين والحرب التجارية

طبول الحرب التجارية الشاملة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تدق وتقرع بشدة خلال الساعات الحالية، ونيران اشتعالها تزداد ارتفاعًا فى كل يوم وكل ساعة، فى أعقاب طلقة البداية التى أطلقها الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» فى إطار قراراته الصادمة، بخصوص التعريفة الجمركية التى فرضها مؤخرًا على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة من كافة الدول الأخرى.
الصين كانت الأكثر تأثرًا بهذه القرارات، حيث خصها «ترامب»، بالنسبة الأعلى من الزيادات التى أعلنها، والتى أصابت كل الدول بطول وعرض المجتمع الدولى.
رسوم ترامب الجمركية كانت الأكثر حدة وارتفاعًا على الصين، حيث بدأها بفرض رسوم بنسبة 54٪ على كل السلع الورادة لأمريكا من الصين، فى حين إنه فرض على دول الاتحاد الأوروبى، الذى يضم 27 دولة رسوما بنسبة 20٪،...، كما لم تسلم الدول الآسيوية والإفريقية وبقية دول العالم من الرسوم الجمركية الإضافية على منتجاتها الواردة لأمريكا، ولكنها بنسبة أقل.
ورغم الصدمة التى انتابت العالم كله جراء القرارات أو الرسوم الجمركية «الترامبية» الجديدة، التى أصابت كل الأسواق المالية والاقتصادية العالمية بالارتباك والاضطراب الشديدين،...، إلا أن مفاجآت ترامب لم تتوقف عند ذلك، حيث قرر «ترامب» فجأة فى نهاية الأسبوع الماضى، تعليق القرارات لمدة 90 يومًا بالنسبة لكل الدول ما عدا الصين، التى أعلن رفع الرسوم الجمركية على السلع الواردة منها إلى أمريكا إلى 125٪،...، وبهذا تكون الرسوم المفروضة على السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة قد ارتفعت إلى 145٪.
وفى ظل ذلك أعلنت الصين رفعها لقيمة الرسوم الجمركية الإضافية على السلع الأمريكية المستوردة إلى 125٪ ابتداء من أمس السبت،...، وذلك ردًا على القرارات الأمريكية بزيادة الرسوم المفروضة على المنتجات الصينية.
وبهذا تؤكد الصين تصميمها على عدم الصمت تجاه القرارات الأمريكية الأخيرة، وأن على الولايات المتحدة أن تتحمل المسئولية الكاملة، عن الاضطراب الحاد الذى أصاب الاقتصاد العالمى جراء الحرب الاقتصادية التى أطلقها الرئيس ترامب.
ويبقى السؤال.. إلى متى تستمر هذه الحرب، وما هى النتائج المترتبة عليها؟!
نقلا عن اخبار اليوم