مصراوي 24
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 22 فبراير 2025 11:18 مـ 24 شعبان 1446 هـ

الأكبر منذ 1967.. الاحتلال يجبر 40 ألف فلسطيني على النزوح من الضفة

أجبر العدوان الواسع الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدن ومخيمات جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، منذ أكثر من شهر، عشرات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح، في أكبر موجة تهجير منذ عام 1967، كما وصفته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات موسعة في الضفة الغربية، شملت العديد من المدن والمخيمات، منذ 21 يناير الماضي، واضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى النزوح عن منازلهم في مخيمات للاجئين، وجرى هدم منازل وبنية تحتية.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن موجة النزوح الحالية تأتي بعد انطلاق عملية "الجدار الحديدي" التي ينفذها قوات الاحتلال في الضفة الغربية، في 21 يناير الماضي، وذلك بعد يومين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتواصل قوات الاحتلال العدوان على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ33 على التوالي، مخلِفًا 27 شهيدًا فلسطينيًا، وعشرات الإصابات والاعتقالات، ونزوح أكثر من 3 آلاف عائلة وتدمير منازلها وممتلكاتها، وتهجير أكثر من 20 ألفًا.

ويستمر الاحتلال بالاستيلاء على عدد من منازل الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها وتحويلها لثكنات عسكرية منذ بدء العدوان في 21 يناير الماضي، خاصة البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين، فيما يواجه المواطنون الفلسطينيون في المنازل والبنايات القريبة منها صعوبات في الدخول والخروج والحركة، بسبب وجود القناصة بشكل دائم؛ ما يعرض حياتهم للخطر.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ27 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ14، وسط تعزيزات عسكرية، مترافقة مع مداهمات لمنازل الفلسطينيين وتخريب محتوياتها.

وألحق العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها دمارًا واسعًا وكاملًا بالبنية التحتية والممتلكات وانقطاع لشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ونزوح قسري لأكثر من 16 ألف فلسطيني، منهم نحو 11 ألفًا من مخيم طولكرم، ونحو 5500 من مخيم نور شمس.

ويقول مسؤولون في المجال الإنساني إنهم لم يروا مثل هذا النزوح في الضفة الغربية منذ عام 1967، عندما احتلت استولت إسرائيل على الضفة الغربية، إلى جانب القدس الشرقية المحتلة وقطاع غزة، ما أدى إلى نزوح 300 ألف فلسطيني.

وقال رولاند فريدريش، مدير شؤون الضفة الغربية في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": "هذا أمر غير مسبوق.. وعندما نضيف إلى هذا تدمير البنية الأساسية، فإننا نصل إلى نقطة تصبح فيها المخيمات غير صالحة للسكن".

وكشفت "أونروا" عن نزوح أكثر من 40.100 فلسطيني من منازلهم، منذ أن شرعت قوات الاحتلال في تنفيذ عملية "الجدار الحديدي" في 21 يناير الماضي .

ولفتت" تايمز أوف إسرائيل" إلى أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، شجَّع اليمين المتطرف في إسرائيل على تجديد دعواته لضم الضفة الغربية المحتلة.

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، ينفي جيش الاحتلال إصدار أوامر تهجير للفلسطينيين في الضفة الغربية، وقال إن قواته تؤمِّن ممرات لمن يريدون المغادرة من تلقاء أنفسهم.

لكن فلسطينيين أكدوا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أنهم تركوا منازلهم بناءً على أوامر إخلاء من قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما سمع صحفيو الوكالة في مخيم نور شمس جنودًا إسرائيليين يصرخون عبر مكبرات الصوت في المساجد، ويأمرون الناس بالمغادرة.

وقالت الأسر النازحة إن الجنود كانوا قساة، نهبوا الغرف ولوحوا بالبنادق وأجبروا السكان على مغادرة منازلهم على الرغم من مناشداتهم بمنحهم المزيد من الوقت.

ووصفت الفلسطينية آيات عبد الله (30 عامًا) المعاناة قائلةً: "كنت أبكي وأسألهم، لماذا تريدونني أن أغادر منزلي؟ طفلي في الطابق العلوي، فقط دعوني أحضر طفلي من فضلكم.. أعطونا سبع دقائق... أحضرت أطفالي، الحمد لله. لم يكن هناك شيء آخر".

وبعد أن أُمرت بالسير بمفردها، سارت عبد الله مسافة 10 كيلومترات (ستة أميال) على طريق مُضاء فقط بضوء هاتفها بينما كانت الأمطار تهطل.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية نحو 6000 فلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية، ونفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 غارة جوية في الضفة الغربية، باستخدام طائرات بدون طيار ومروحيات هجومية وطائرات مقاتلة، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد أكثر من 900 فلسطيني في الضفة الغربية منذ ذلك الحين.