محمد بركات يكتب: سلامة السودان
من الطبيعى أن ينتاب العالم العربى كله بامتداد دوله وشعوبه من المحيط إلى الخليج، القلق العميق والأسف الشديد للتطورات المؤسفة التى وصلت إليها الأمور فى السودان الشقيق، فى ظل الخلافات والصدامات الجارية بين المكون العسكرى السودانى الذى يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع، ومن الطبيعى كذلك أن يكون القلق المصرى تجاه هذه التطورات المؤسفة أكثر وأشد عمقا، نظرا لما للسودان الشقيق من مكانة ووضع خاص بالنسبة لمصر على مر التاريخ.
ولذا فإن بيان وزارة الخارجية المصرية الذى صدر بالأمس، ينادى الأخوة السودانيين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الصدام وحل الخلافات تحقيقا للمصالح العليا للوطن السودانى، وحفاظا على وحدة الشعب السودانى وسلامة وأمن واستقرار السودان،...، هو نداء العقل والحكمة المعبر عن مشاعر الحب والمودة الصادقة للسودان الشقيق.
وفى ذلك فنحن جميعا فى مصر والعالم العربى نأمل أن يتمكن السودان الشقيق من التغلب على الخلافات القائمة، وأن يقوم الجميع بتوخى الحكمة ورأب الصدع بين جميع الفرقاء وتغليب المصلحة الوطنية حفاظا على وحدة الأمة السودانية،..، كما نأمل أن تتمكن القوى الوطنية السودانية من الاتفاق على كلمة سواء وموقف موحد، يسعى لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب السودانى فى التنمية والبناء.
ومصر فى موقفها هذا تنطق فى إطار الحقيقة الراسخة، التى تؤكد حرصها الشديد على أمن واستقرار السودان الشقيق وسلامة ووحدة أراضيه،...، تلك الحقيقة التى تزداد رسوخا وثباتا مع الزمن.
وفى هذا الإطار تستطيع القول بكل ثقة، بأن ما بين مصر والسودان ليس مجرد علاقة طيبة تحتمها القواعد المتوافق عليها بين الدول المتجاورة جغرافيا، ولكنها أكبر من ذلك وأعمق، فنحن نؤمن أننا بلد واحد وشعب واحد وليس على الاطلاق مجرد شعبين لدولتين متجاورتين على الخريطة الإقليمية أو الدولية،...، هكذا كنا طوال السنين وعبر الزمن، وكذلك سنبقى بإذن الله .