بدعم الشباب.. هاريس تقلب طاولة السباق الرئاسي الأمريكي
في تطور مثير للاهتمام على الساحة السياسية الأمريكية، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن نائبة الرئيس كامالا هاريس بدأت في تقليص الفارق مع الرئيس السابق دونالد ترامب في سباق الرئاسة لعام 2024.
هذا التحول الملحوظ يأتي في أعقاب انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي الأسبوع الماضي، ما أدى إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي الأمريكي بشكل كبير.
تقارب في استطلاعات الرأي
كشفت مجموعة من استطلاعات الرأي الحديثة عن تقارب كبير بين هاريس وترامب في نوايا التصويت، فوفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، يتقدم ترامب بفارق ضئيل قدره نقطة واحدة فقط بين الناخبين المحتملين، حيث حصل على 48% مقابل 47% لهاريس، هذا الفارق الضئيل يمثل تحسنًا ملحوظًا لصالح الديمقراطيين مقارنة بالاستطلاعات السابقة التي أظهرت تقدم ترامب بفارق ست نقاط على بايدن في بداية شهر يوليو.
وأشارت استطلاعات أخرى إلى نتائج متقاربة، حيث أظهر استطلاع لجامعة كوينيبياك تقدم ترامب بنقطتين، بينما أظهر استطلاع آخر لكلية ماريست تقدمه بنقطة واحدة.
في المقابل، أظهر استطلاع أجرته إيبسوس/رويترز تقدم هاريس بنقطتين، بينما أظهر استطلاع لـ يوجوف/ياهو تعادلًا بين المرشحين عند 46% لكل منهما.
ساحة المعركة الحقيقية
تعتبر الولايات المتأرجحة محور الاهتمام الرئيسي في الانتخابات الأمريكية، وفي هذا السياق، تشير الاستطلاعات إلى تقدم طفيف لترامب في معظم هذه الولايات، ولكن بفوارق تقع ضمن هامش الخطأ الإحصائي.
في ولاية ميشيجان، يتقدم ترامب بفارق نقطة واحدة فقط (46% مقابل 45% لهاريس)، وفي بنسلفانيا وجورجيا يتقدم بنقطتين فقط (48% مقابل 46%). أما في ولاية أريزونا، فيحتفظ ترامب بتقدم أكبر نسبيًا يبلغ خمس نقاط (49% مقابل 44%).
ومن الجدير بالذكر أن استطلاعًا في ولاية ويسكونسن أظهر تعادلًا تامًا بين المرشحين عند 47% لكل منهما، هذه النتائج المتقاربة تشير إلى أن المعركة الانتخابية ستكون محتدمة في هذه الولايات الحاسمة.
قوة دافعة لحملة هاريس
أحد أبرز التطورات في هذا السباق الانتخابي هو الدعم المتزايد الذي تحظى به هاريس بين الناخبين الشباب، إذ أظهر استطلاع أجرته أكسيوس/جينيريشن لاب، بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا تقدم هاريس بفارق كبير يصل إلى 20 نقطة (60% مقابل 40% لترامب).
هذا التحول الكبير في دعم الشباب يمثل تحسنًا هائلاً مقارنة بالفارق الضئيل الذي كان يتمتع به بايدن في هذه الفئة العمرية.
ويبدو أن تركيز هاريس على قضايا مثل حقوق المرأة في الإجهاض والحريات العامة ساهم في جذب هذه الشريحة الهامة من الناخبين.
التحديات والفرص أمام المرشحين
رغم التحسن الملحوظ في أداء هاريس، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً أمامها، فالاستقطاب الشديد في المجتمع الأمريكي يجعل من الصعب إحداث تغييرات كبيرة في نوايا التصويت.
يقول باتريك موراي، مدير معهد استطلاعات الرأي في جامعة مونموث: "بسبب الاستقطاب الشديد في الناخبين الأمريكيين، لا يجب أن نتوقع الكثير من الحركة من أي حدث، لأن الكثير من الناس متجذرون في خنادقهم الديمقراطية أو الجمهورية بحيث لا يمكن تحريكهم".
ومع ذلك، فإن الحركة الطفيفة التي شهدتها الأرقام لصالح هاريس تشير إلى إعادة ضبط لهذه الانتخابات.
ويضيف موراي: "حقيقة أن الأرقام تحركت بضع نقاط تشير إلى أنه تمت إعادة ضبط لهذه الانتخابات، على الرغم من أنها لا تخبرنا بالضبط ما هو المسار، إنها تخبرنا ببساطة أننا ننظر إلى انتخابات جديدة الآن".
قرار استراتيجي
مع اقتراب موعد إعلان هاريس عن اختيارها لمنصب نائب الرئيس، تبرز أهمية هذا القرار الاستراتيجي، إذ يشير الخبراء إلى أن اختيار شخصية من إحدى الولايات المتأرجحة قد يكون له تأثير إيجابي على فرص الفوز.
من بين الأسماء المطروحة، يبرز حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكمة ولاية ميشيجان غريتشن ويتمر، بالإضافة إلى السيناتور مارك كيلي من أريزونا.
ويعلق موراي على هذا الأمر قائلاً: "القاعدة الأولى في اختيار نائب الرئيس هي عدم إلحاق الضرر، لأنه هناك القليل جدًا من المكاسب التي ستحصل عليها من نائب الرئيس، ولكن هناك الكثير من الضرر الذي يمكن أن يحدث".