مصراوي 24
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
الأربعاء 27 نوفمبر 2024 09:48 صـ 26 جمادى أول 1446 هـ

اكرم القصاص يكتب: السقوط من فوق «التريند».. الطبيبة و«التشويه» من أجل الشهرة

التريند مثل الحرب، سلاح ذو حدين، وفى مرات كثيرة، كان هناك من أراد ركوب التريند، فسقط من فوقه وأصيب بجروح كثيرة، وحالة «الطبيبة» المزعومة آخر مثال، لكنه ليس الأخير، هناك دائما نماذج من المهرجين وهواة الشهرة مستعدون للتضحية بكل شىء من أجل أن يكونوا فى الواجهة، والطبيبة فى كفر الدوار بالطبع، واضح من متابعة سوابقها، أن لديها رغبة وطموحا فى أن تصبح مشهورة حتى لو على حساب أسرار الناس والإساءة للمجتمع، ومن حيث تورطت فى الإساءة، تحولت هى نفسها إلى مجال للرمى والتفتيش فى أسرارها وعائلتها وحياتها بشكل تجاوز المعقول، لكنه فى الواقع راحت فى مرمى الجمهور الذى تريد منه الشهرة والمشاهدات، وهذا الجمهور متعدد لديه رغبات وغرائز متنوعة من الرغبة فى التفتيش والنميمة، وهو جمهور لا يرحم، البعض يقول «إن الجمهور عايز كده» والبعض يرى أن نفس الجمهور هو من يصنع الشهرة وينتزعها ويوزعها على الحالات.

والواقع، ونحن نتحدث عن هذا الواقع الافتراضى، يجب أن نعترف بأن نماذج المشاهير من دون إنجاز أو أى شىء، تتضاعف خلال الفترات الأخيرة، وتصيغ أنواعا من النماذج يريد كثيرون تقليدها بحثا عن الشهرة أو حتى الفضيحة، تترجم إلى عوائد وأموال، لا فرق هنا بين نموذج وآخر، ومن هنا فإن هذا الجمهور الافتراضى الذى نقصده هو نفسه الذى يحمل الكثير من التناقض والتعارض، والإيمان بالشىء ونقيضه، حيث يرفع بعضهم رايات المحافظة والقيم، بينما يتورط فى الخوض فى سيرة آخرين، أو التهجم، بل إنهم لا يفرقون بين الخاص والعام، ولا يعرفون شيئا عن الخصوصية والحرية الشخصية، وبالتالى فقد وجدنا أعدادا من الجمهور الافتراضى يؤيدون ما قالته الطبيبة، بل ويرون أنها تدافع عن الأخلاق، بالرغم من أنها ارتكبت عددا من الجرائم، اعتداء على الأخلاق والخصوصية، ووقعت فى تعميم، بل وحاولت إعلان نتائج من حالات فردية، ووجدنا من يرى أنها تقول كلاما هدفه الدفاع عن القيم، بينما فى الواقع بعد أن ظهر من حقق وبحث فى حياتها، كشف عن تناقضات وتعارض بين القول والفعل، مثل كل الحالات التى يزعم أصحابها أنهم يحق لهم الوعظ ما دامت حياتهم الخاصة مخفية.

ثم إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المدعية الأخرى بأنها خبيرة تحاليل، هى مجرد مدعية ومتهمة بالعمل من دون ترخيص، أو النصب على البعض، والهدف من أنها تخرج لتسىء للمجتمع، أن تجذب زبائن تحت ضغط التشكيك، ليجروا تحاليل غير مطلوبة، وهنا نحن أمام حالات من الجرائم ترتكب لوجود السوشيال ميديا، التى لا يمكن فهم ظواهرها بمعزل عن عصر الاتصالات، والسباق بين التافهين على الشهرة والمنافسة على الربح، تحول البعض إلى كاركترات، وهى أمور لا تتعلق فقط بالشخصيات العادية، إنما تمتد إلى كثير من نجوم ليس لأى منهم إنجاز فنى، بينما لديهم استعراضات وصور وطريقة فى جذب المشاهدات لتحقيق أرباح، والحقيقة أن بعض الجمهور بتناقضاته يمثل المشاهدين الذين يمنحون أى فيديو أو صورة أو تصريحا أو معركة قيمتها، سواء مدحوه أو هاجموه، لأن الربح يتحقق مع المشاهدة والتعليق، سواء كان بالإيجاب أو بالسلب، لكن الحقيقة أن البعض، من حيث يريد ركوب التريند، يتحول إلى ضحية لنفس التريند، إما يسقط من فوقه أو يتحول إلى هدف لنفس الجمهور الذى يخاطبه ويخطب «مشاهداته»، ثم إنه يبدأ التريند ولا يعرف كيف ينهيه، بل وقد يفقد السيطرة فيصبح ضحية لنفسه أولا ثم لغيره، وهو نموذج الطبيبة المزعومة، وأخصائية التحاليل الكذابة.

وقد تناولت فى كتاب «السيبرانى» أن صناعة التريند تستند إلى نظريات تسويقية، ترى أن الآراء المتطرفة الحادة والتصرفات غير الطبيعية هى التى تجلب التصفيق والتصفير، وهو ما يصنع التريند فى النهاية ومعه نماذج لنجوم ليس لهم إنجاز سوى إثارة الجدل بلا هدف.

نقلا عن اليوم السابع