مصراوي 24
مصرع 5 أشخاص إثر حريق داخل شقة سكنية فى المنيب القبض على طالب طعن زميله بمطواة داخل جامعة حلوان الأهلي يهزم المصري بثنائية نظيفة ويعتلى صدارة الدوري وزير الخارجية يلتقى وزير البنية التحتية التشادى خلال زيارته إلى نجامينا وزير الخارجية والهجرة يزور فرع جامعة الإسكندرية في تشاد - نائب وزير السياحة والآثار تفتتح الدورة الثانية لملتقى فنانى التراث السادس بمتحف الفن الإسلامي البنك المركزى يقرر تثبيت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض لقاءات وبخث تطوير المطارات.. حصاد الطيران المدني في شهر التعليم تعلن فتح باب التقديم للمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2025/2026 وزيرة التخطيط: من المفترض استمرار انخفاض التضخم حتى نهاية العام المالي 24/2025 بمقدار 1% شهريًا نظرًا لتوقعات انخفاض الأسعار عالميا بأسواق السلع... مدبولي:إجراءات لضبط أسعار 7 سلع استراتيجية والتعامل بحزم مع أي زيادة غير مبررة رئيس الوزراء :المؤسسات الدولية تتوقع انخفاض معدلات التضخم.. والمؤشر العام لكفاءة أسواق السلع يشهد تحسنًا في ديسمبر الجاري
مصراوي 24 رئيس مجلس الإدارةأحمد ذكي
السبت 28 ديسمبر 2024 04:00 صـ 27 جمادى آخر 1446 هـ

أحمد الخميسي يكتب: تحرر السوريون مع اعتقال الوطن

تثير الأحداث الأخيرة في سوريا قدرا كبيرا من التفكير والتأمل والتصورات، وقد كان لدي طوال الوقت تصور عن بشار الأسد ونظامه، لكني لم أطرحه فقد كنت حريصا على ألا أثير في مجرد مقال سريع قضية بالغة التعقد والتشعب، وأعني قضية الأنظمة الوطنية الاستبدادية، التي شهدنا ثمارها المؤلمة في سقوط صدام حسين ومعمر القذافي وغيرهما. من ناحية لا يستطيع أحد أن ينكر الطابع الوطني لتلك الأنظمة التي سعت إلى مجابهة الاستعمار، ومن ناحية فإن تلك الأنظمة بمصادرتها الحريات الشعبية كانت تحفر قبرها، إذ لا يمكن لشعب مقهور أن يدافع عن مكاسبه وهو مكبل اليدين. وعلى مدى حوالي ربع القرن، منذ وصول بشار إلى الحكم عام 2000، أثبت بشار عجزه عن تحرير الجولان، وعجزه عن حشد الطاقات الشعبية من أجل ذلك التحرير، بل وعجزه عن القيام حتى بتنمية اقتصادية مستقلة ذات شأن، ولم يظهر مواهبه إلا في مصادرة الحريات واخماد أصوات المعارضة. وظلت سوريا في عهده الطويل نهبا للقواعد العسكرية الأمريكية والروسية والنفوذ التركي والاسرائيلي بل والإيراني، وظل بشار أقرب إلى الرئيس " الصوري" منه إلى الزعيم السوري، انجازه الوحيد الملموس على أرض الواقع هو التنكيل بالمعارضة. لكن الاطاحة بالأسد واجباره على الرحيل لم تتم بفعل قوى شعبية ديمقراطية بل بمخطط خارجي تركي اسرائيلي أمريكي يستخدم جماعات من المرتزقة الذين يتقنعون بالدين، مثل هيئة تحرير الشام وغيرها من فلول داعش، والأخوان، والميلشيات التي تمولها تركيا. ولذلك لا عجب حين تنشر تركيا خرائط تضم حلب السورية إلى أراضي تركيا، وأيضا الموصل العراقية، وحين يقول أردوغان بصراحة: " لقد دعمنا قوات المعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بنظام الأسد" وحين تعلن أمريكا أنها حذفت "هيئة تحرير الشام" من قائمة الارهاب، ثم تتقدم إسرائيل لتحتل الشريط العازل في الجولان، وتنظم عمليات اغتيال أكبر العلماء السوريين مثل زهرة الحمصية عالمة الذرة وقبلها عالم الكيمياء حمدي اسماعيل، ثم تتوغل داخل الأراضي السورية. من المفهوم أن ثمة فرحة بتحطيم الطغيان، وفتح أبواب السجون، إلا أن ذلك يتم في ظل غزو أوسع، يضع سوريا على مفترق طرق، ويدفعها دفعا إلى طريق الطائفية، والتمزق، والخضوع لأهداف الاستعمار الأمريكي الإسرائيلي التركي، مما يطرح بقوة أهمية وخطورة الانتباه إلى وحدة الأراضي السورية، كما يطرح بقوة أهمية أن تستيقظ القوى الديمقراطية السورية الحقيقية لكي تقوم بدورها. لقد كانت سوريا دائما قريبة من مصر، في الثقافة والفن والسياسة، وسوف ينعكس مصيرها على مصر، شئنا أم أبينا، وقد لاحظ جمال حمدان في كتابه " شخصية مصر. دراسة في عبقرية المكان " أن الدفاع عن مصر يجب أن يبدأ من خارج حدودها من فلسطين وليبيا وسوريا، والخوف كل الخوف الآن، أن تتمزق سوريا بأفواه الطائفية والتفتت والسقوط الكامل في براثن حلف الناتو وإسرائيل، وليس في كل ذلك ما يسعدنا لا نحن ولا السوريون. لقد تحرر السوريون من سجون بشار الأسد، لكن إلى أين؟