خرقت اتفاقي لبنان وغزة.. إسرائيل تعيد المنطقة إلى دائرة الحرب

تعرضت إسرائيل لهجمات صاروخية من اليمن ولبنان، بعد أن انتهك جيش الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واستأنف العدوان على القطاع، ليعيد المنطقة إلى دائرة الحرب من جديد.
واستأنفت إسرائيل قصفها المكثف على غزة، الثلاثاء الماضي، مبررة ذلك بالجمود في المفاوضات غير المباشرة بشأن الخطوات التالية من التهدئة بعد انتهاء مرحلتها الأولى مطلع الشهر الجاري. وقالت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إن استئناف الحرب على غزة، أدى إلى تحطيم الهدنة التي جلبت هدوءًا هشًّا نسبيًا منذ منتصف يناير.
ومع استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلن الحوثيون استهداف مطار بن جوريون الإسرائيلي بصاروخ باليستي، وقال المتحدث باسم جماعة الحوثيين، العميد يحيى سريع: "نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وإسنادًا لمقاومته العزيزة الباسلة استهدفت القوة الصاروخية مطار بن جوريون في منطقة يافا المُحتلة (تل أبيب) بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2".
وأكد "سريع" أن العملية حققت هدفها بنجاح، مشيرًا إلى أنها العملية الثالثة خلال 48 ساعة، وحذرت الجماعة شركات الطيران العالمية من أن مطار بن جوريون أصبح غير آمن لحركة الملاحة الجوية، وسيستمر كذلك حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه اعترض مقذوفًا أُطلق من اليمن، أمس الجمعة، وذلك بعد يوم واحد من إسقاط مقذوفين أطلقتهما جماعة الحوثي اليمنية، وأوضح جيش الاحتلال، في بيانٍ: "بعد انطلاق صفارات الإنذار قبل فترة قصيرة في عدد من مناطق إسرائيل، اعترض سلاح الجو صاروخًا أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية".
وتشن جماعة الحوثي هجمات بطائرات مُسيّرة وصواريخ باليستية على أهداف في إسرائيل، بجانب هجمات على السفن المرتبطة بتل أبيب، خاصة في البحر الأحمر، على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وتم التوصل لاتفاق من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار في غزة في يناير، لكن إسرائيل رفضت البدء في محادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى عودة جميع المحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم.
وبدلًا من ذلك، اقترحت إسرائيل خطة جديدة، يُقال إن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف هو من طرحها، وتتضمن هدنة لمدة تتراوح بين 30 و60 يومًا وإطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، ولم تُشِر إسرائيل إلى إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وهو عنصر أساسي في المرحلة الأولى.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بتصعيد الهجوم على غزة باستخدام "نقاط الضغط" المدنية والعسكرية لهزيمة حماس. وقال في بيان: "سنكثف القتال بالقصف الجوي والبحري والبري، وكذلك بالتوسع في العملية البرية حتى تحرير الرهائن وهزيمة حماس، باستخدام كل نقاط الضغط العسكرية والمدنية"
وأضاف كاتس: "أمرت الجيش بالاستيلاء على المزيد من الأراضي في غزة.. كلما رفضت حماس إطلاق سراح الرهائن، خسرت المزيد من الأراضي، والتي ستضمها إسرائيل". واليوم السبت، قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن 5 صواريخ جرى إطلاقها من لبنان باتجاه إسرائيل، تم اعتراض 3 منها وسقط اثنان في الأراضي اللبنانية.
وأشار جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، إلى أنه اعترض ثلاثة صواريخ قادمة من لبنان، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أدى إلى انخفاض نسبي في العنف بين الجانبين، بحسب "رويترز".
من جهتها، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، بانطلاق صفارات الإنذار في مدينة المطلة شمالي إسرائيل، إثر إطلاق صواريخ، وأفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلي، بعدم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن.
وانتهت الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان في أواخر نوفمبر 2024 بوقف لإطلاق النار، توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا. وبموجب هذا الاتفاق، مُنحت القوات الإسرائيلية مهلة 60 يومًا للانسحاب من جنوب لبنان، وسحب حزب الله لمقاتليه وأسلحته ونشر القوات اللبنانية في المنطقة، وتم تمديد الموعد النهائي الأولي بالفعل من 26 يناير حتى 18 فبراير.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير كما نص عليه الاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا، وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية.