بعد اعتقال ”إمام أوغلو”.. أوروبا تستعد لموجة هجرة من تركيا

ذكر تقرير لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية أن مهربي البشر المتمركزين في تركيا يستعدون لـ "زيادة كبيرة في العملاء"، بسبب ما وصفته بـ "تزايد الاضطرابات السياسية التي تدفع الناس إلى الفرار من البلاد إلى أوروبا والمملكة المتحدة".
وكانت السُلطات التركية قد ألقت القبض على أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بتهم الفساد ومساعدة الجماعات الإرهابية؛ وذلك قبل أربعة أيام فقط من ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وأبطلت السلطات شهادة إمام أوغلو الجامعية هذا الأسبوع؛ بسبب مخالفة مزعومة عند نقله من مؤسسة تعليمية إلى أخرى؛ ما يمنعه من الترشح للرئاسة.
وأدت التحركات ضد إمام أوغلو إلى أكبر احتجاجات على مستوى البلاد منذ أكثر من عقد من الزمان، حيث خرج الآلاف من الأشخاص في مسيرات ضد ما يعتبره الكثيرون من المحتجين "اعتقالًا غير عادل وغير ديمقراطي"، بينما ردّت الشرطة التركية بالضرب والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه.
واعتقلت السلطات ما لا يقل عن 400 شخص حتى الآن منذ الخميس الماضي - تاريخ بدء الاحتجاجات - كما اعتُقل 100 شخص آخرين في وقت سابق من الأسبوع بنفس التهم الموجهة إلى إمام أوغلو.
هجرة الأتراك
تنقل "ذا تليجراف" عن أحد المهربين البارزين، وصفته بأنه "مواطن تركي يرأس شبكة واسعة تمتد من الشرق الأوسط وجنوب آسيا وصولًا إلى المملكة المتحدة"، أنهم في هذه الأيام ينتظرون الأتراك الذين يريدون العبور إلى أوروبا.
وقال: "هذه الاحتجاجات تمس حقوق الشعب التركي".
وأضاف المُهرِّب: "سيؤدي هذا إلى تدفق المزيد من طالبي اللجوء من تركيا إلى أوروبا".
ووفق التقرير، ارتفع عدد المواطنين الأتراك الواصلين إلى المملكة المتحدة منذ عام 2022، والذين جاءوا على متن قوارب صغيرة، إذ يبلغ متوسط عدد الوافدين الآن أكثر من 2000 شخص سنويًا، في حين لم يصل سوى عدد قليل منهم في السنوات التي سبقت ذلك، وفقًا لتحليل "ذا تليجراف" للبيانات الحكومية البريطانية.
وبلغ عدد الوافدين الأتراك إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة ذروته في عام 2023، حيث عبر 3058 شخصًا، وهو ثالث أكبر عدد من حيث الجنسية، بينما في العام الماضي، شكَّل الأتراك ثامن أكبر مجموعة من المهاجرين.
شريك الأطلسي
في السنوات الأخيرة، اتبعت الولايات المتحدة وأوروبا نهجًا متوازنًا في علاقاتهما مع تركيا، إذ يحتاج الغرب إلى مساعدة أنقرة في السيطرة على الحدود، وإدارة تدفقات الهجرة غير الشرعية، واحتجاز المهاجرين وترحيلهم.
وقد تهز الاضطرابات السياسية تركيا بشكل كبير في المستقبل؛ مما يدفع إلى تدفق الباحثين عن اللجوء إلى أوروبا؛ حسب الصحيفة البريطانية.
وتُعتبر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، شريكًا رئيسيًا في التعامل مع الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث ارتبطت - ضمنيًا وصراحةً - بكلا الجانبين.
ويشير التقرير إلى أن تركيا، في مرحلة ما، كانت مركزًا رئيسيًا لنقل النفط ومنتجات الطاقة الروسية؛ رغم العقوبات، كما كانت موردًا للطائرات المُسيرة المسلحة إلى أوكرانيا.
وتفتخر تركيا بأنها تمتلك ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، والتي يُنظر إليها بشكل مُتزايد في ظل الإدارة الجديدة المتقلبة لدونالد ترامب.