ياسمين مجدي عبده تكتب: ابحث عن ذاتك
كنت قد تحدثت في مقال سابق عن عشق الهواية و فائدة أن يكون كل فرد منا لديه هواية جميلة يقضي فيها قت فراغه بدلًاً من ضياع الوقت فيما لايفيد.
اليوم أقول"ابحث عن ذاتك" فالبحث عن الذات تحقيقها يكون من خلال العمل، فلنشاهد جميع المشاهير في العديد من المجالات من حولنا فنرى البعض منهم يطبقوا مقولة"حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب" هي مقولة مأثورة من قديم الأزل حتى رأينا أنهم ليس فقط يحبوه بل يتفوقوا فيه و يصبحوا من المشاهير كل في مجاله حتى لو كان هذا المجال حرفة يدوية بسيطة لكنها نقلت صاحبتها للعالمية.
لكن هل يحصل المرء منا على تلك الشهرة بسهولة؟ فالبعض منا يعلم أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ...فلا يمكن إدراك الشهرة و نحن نائمين في فراشنا أو جالسين على أريكة منازلنا أو حتى في المقاهي نفني عمرنا و صحتنا هباءاً.
لكن كيف ندرك أهدافنا ؟نسعى لتحقيقها من خلال التعب, الاجتهاد و البحث هنا وهناك حتى أن تجد عمل مناسب أو تحقق شغفك في شيء ما حتى تصل لما تريد.
لكن سؤالي عزيزي القارئ ..لماذا تنظر للنماذج السيئة في المجتمع و تحاول تقليدها فينتهي بك المطاف لمصير مجهول؟ لماذا لا تنظر للنماذج الناجحة كالذين يتعبون و يشقون بل يعرضون حياتهم للخطر بالوقوف على السلالم العالية في المعابد و المتاحف ويرممون ويعيدون زهوة رسوماتها ويزيلون من عليها الأتربة كي نستمتع بمناظرها الخلابة.
فلماذا هم فقط يتعبون بل نحن مرتاحين آمنين و أنتم يا معشر الشباب منكم الذين مازال ينام في منزله, مستلقي على الأريكة, يمسك بهاتفه وهذا هو أقصى مجهود يبذله...أليس هؤلاء شباب مثلكم وبنات مثلكن؟ لماذا لم يفكروا في الراحة؟لماذا لم يفكرن البنات في المتاع بأنفسهن و أنوثتهن بدلًا من تلك الأعمال الصعبة؟
لأنهم يحبوا بلدهم ويغارون عليه, يريدونه كأنه عروس أو فتاة جميلة تتزين لاستقبال ضيوفها بل تكون على أهبة الاستعداد في أي وقت.
فأخاطب شباب المستقبل, الذي مازال مستلقي على أريكته أن تبحثوا عن ذاتكم من خلال النزول والبحث عن العمل الشريف يساعدكم على المعيشة وتنمية مهاراتكم دون الاعتماد على أحد أو انتظار خطابات القوى العاملة.
فالعمل عبادة وهناك الكثيرمن فرص العمل المتوفرة فإن لم تتعبوا تشقوا الآن فمتى إذن؟
أيضاً أناشد أمهات و آباء أطفال اليوم الذين هم شباب الغد،فلا ملجأ لهم الآن سوى الأجهزة الحديثة و مواقع التواصل الاجتماعي, أن تنفضوا من على عقولهم الغبار الذي يسببه تلك الأشياء و تقوموا بالتوجيه الصحيح لهم ومساعدتهم للعودة إلى صوابهم، حتى نبني جيل جديد يساعد في بناء وتقدم مصرنا الجديدة.