محمد درويش يكتب: «الكمامة» لا تزال فى جيبى
يلومنى الكثيرون عندما يروننى مستخدما الكمامة سواء فى المصاعد أو صالة التحرير المغلقة المكيفة مركزياً وحتى عندما أرتاد المسجد للصلاة.. أحيانا يكون اللوم بالنظرات فقط خاصة ممن لا أعرفهم، المقربون بعضهم يسخر من إصرارى عليها طوال ثلاث سنوات ونصف السنة هى عمر ميلاد «كوڤيد ١٩» الذى أوقف الدنيا قدما على ساق وكانت تداعياته أكبر من أن يستوعبها عقل عندما كان يتعاقب على مغادرة دنيانا فرد وراء فرد من أسرة واحدة، أو عندما يتجمع الناس لمنع دفن جثة سيدة أصيبت به ويدفعون ثمن اندفاعهم غير المبرر بالمحاكمة العاجلة.
وإذا ما عدنا إلى البدايات والأسعار الفلكية التى وصلت إليها المطهرات وعلى رأسها الكحول والاستغلال من قبل المستوردين للكمامات أو حتى المصنعين المحليين والتى صارت تجارة رائجة اندفع إليها البعض من أصحاب مصانع بئر السلم ليقدموا لنا منتجات رديئة لاعلاقة لها بالحد الأدنى من المواصفات القياسية، ثم القرارات التى صدرت بتغريم من لا يرتدى الكمامة فى الأماكن العامة ومنع دخول أى موقع حكومى أو حتى خاص دون الكمامة.
شريط من الذكريات القريبة مازال مترسخاً فى الأذهان وكلما مر علينا حمدنا الله على النجاة من براثنها ودعوناه ألا يعيد علينا تلك الأيام.
فى العالم الذى لم يعد مجرد قرية صغيرة بل غرفة واحدة تضم ما يقرب من ٧٫١ مليار إنسان تاهت الحقيقة ولم يعد أحد على يقين من شىء.. هل هى مؤامرة كبرى نسج خيوطها أطراف عالمية على رأسها معامل الكيمياء وهل هو ڤيروس مخلّق تسرب من هنا أو هناك أم هو ابتلاء ربانى ليس من صنع البشر، وهل لشركات الأدوية العملاقة علاقة؟ به خاصة انها «كما يشاع» تؤدى دوراًِ غير أخلاقى برعاية منظمة الصحة العالمية التى خرجت علينا أمس الأول الجمعة فى نشرتها الوبائية المخصصة لجائحة «كوڤيد ١٩» لتؤكد أنها رصدت أكثر من ٣٠ متحوراً للڤيروس آخرها الذى اجتاح ٥١ دولة حتى الآن وصاحب ذلك إعلان واحدة من أكبر الشركات العالمية فى إنتاج اللقاحات عن أنها تمكنت من تطوير ما أنتجته من لقحات سابقة ليتواءم مع المتحور الجديد!!
وعادت مرة أخرى دعوة الهيئات الصحية فى كل دولة إلى أن يحرص الناس على جرعة تنشيطية خاصة إذا كان مرّ ستة أشهر على آخر جرعة حتى لو كان صاحبها حصل عليها ثلاث مرات.
لتفعل هذه الأطراف العالمية ما بدا لها سواء بحسن نية أو بسوء نية وسواء كان الأمر حقيقة أو أشبه بالحقائق، فليس لنا إلا أن ندعوه سبحانه بأن يصرف عنا شر ما قضاه وأن يعيننا على الأخذ بالأسباب وعلى رأسها الكمامة التى لاتزال فى جيبى.
نقلا عن اخبار اليوم.