أحمد عبد الرحمن يكتب : هـــاتــى بــوســه يـا بـت
منذ أن بدأت بطولة أوروبا لكرة القدم وأنا أتابعها مثل غيري من الملايين لكي أستمتع باللعبة الحلوة والمناظر الخلابة والوجه الحسن , وكله كوم والوجه الحسن ده كوم تاني خالص , إيه الحلاوة دي , أسباني فرنساوي هولندي إيطالي ألماني انجليزي ألباني تركي, شيء غاية فى الجمال والروعة , حاجة تخلى الواحد يطلع من هدومه إللى أساسا مش موجوده علشان موجة الحر العجيبة إللى ربنا إبتلانا بها , بالإضافة إلى ظاهرة إنقطاع الكهرباء المستمرة إللي ربنا إبتلانا بها برضه بالرغم من إننا أنشأنا محطات كهرباء تكفي إنها تضيء كوكب المريخ , لكن ده مش موضوعنا.
المهم إن البطولة دي عبارة عن كرنفال من الجمال على كل لون , وعرض للأزياء مستمر , لكن الشيء المثير إن الجميع مستمتع وسعيد وبيرقص وبيغني , وعمرنا ماسمعنا عن حالة تحرش واحدة فى هذه التجمعات , مع إن الزحام شديد لكن الثقافة الإنسانية متوفرة وبكثرة.
ساعات كتير أسرح بخيالى وأسأل نفسى , إشمعنا إحنا (( متنيلين بستين نيلة )) وظاهرة زى التحرش بالنساء والبنات والمعاكسات والمضايقات بتزيد عندنا يوم بعد يوم ؟ !!
ناقصنا إيه علشان نبقى مجتمع متحضر زى المجتمعات إللي إتعلموا يعنى إيه حضارة مننا ؟ !!
الحكاية بسيطة جدا ومش محتاجة أى فذلكه أو فهلوة من بتاعة المصريين , وهو إن الناس بتوع بلاد بره معندهومش فى التراث الغنائى بتاعهم (( هاتى بوسه يابت )) , إنما إحنا وبلا فخر عندنا ومن وكستنا السوده إننا بنعتبر الأغنيه دى من أساسيات أفراحنا وبنرقص عليها زى الأهبل فى الزفه , يا سنه سوخه ياولاد , دى أغنيه بتحرض على التحرش عينى عينك , لكن تقول وتعيد لمين , ده إحنا فى الطراوه , رغم حرارة الجو .
بلاش موضوع الأغانى دى علشان بحرها واسع تعالوا نبحث عن سبب آخر , وعلى سبيل المثال موجة أفلام (( الجزارة )) إللى سيطرت على صناعة السينما المصرية حوالى العشرين سنة إللي فاتوا .
إيه القرف ده يعنى إحنا نخلص من هوجة أفلام المقاولات تتطلعنا هوجة (( البتلو والكندوز )) وإيه بقى أفلام (( متشفيه )) بلطجه ودعاره وقلة أدب وسفاله وإنحطاط أخلاقى من إللى وصى عليهم إبليس فى كتاب (( وصايا الشيطان )) , وللأسف أصبح أبطالها أيقونة للإنحدار الأخلاقي , عايزين بعد كده نبقى بلد محترمه وبنحترم بعض , طيب إزاى وشبابنا بيتفرج على الأفلام دى وبيعتبر أبطالها قدوة , وبيحلموا يبقوا زيهم , لازم هيطلع جيل تفكيره مشوه وإللى بيحركه نصفه السفلى بدون أى اعتبار لدين أو قيم أو عادات وتقاليد .
بلاش برضه موضوع الأفلام دى علشان الإخوة الجزارين ميزعلوش مننا ويزودوا علينا سعر اللحمة إللي بقت أسعارها تنافس أسعار الذهب .
تعالوا نشوف سبب تانى , عندك مثلا جميع القنوات الفضائيه والأرضية وحتى الملوخية شغالين تحرش ليل ونهار , إزاى ؟ هقولكم إزاى , كلهم داخلين سباق عجيب وغريب فى إنتاج برامج تثير الغرائز لدى شباب هذا المجتمع , لازم المذيعه تبقى زى القمر ولازم تدلع (( بزياده شويتين )) وطبعا لازم تبقى حريصه إن ملابسها تتناسب مع الدلع و (( المياصه )) وعلى سبيل المثال هناك إحدى القنوات نقلت كباريهات شارع الهرم إلى داخل كل بيت مصرى , إزاى ؟ عن طريق برنامج بيقدمه مطرب وسطه سايب وعلى مدار ساعتين لا ينقطع الرقص والغناء وكل حركات (( بتوع الكباريهات )) ومش فاضل بس إلا أنهم يقدموا لكل مشاهد (( إزازة بيرة وحتتين جبنه رومى )) .
طبعا ده غير ثقافة المجتمع إللى بتعقد وبتكلكع إجراءات الزواج , بدايه من المهر الأسطورى والشبكة إللى بالشيء الفلانى والشقه إللى لازم تبقى باركيه مسمار, وصولا إلى إنت مين وإبن مين ومعاك كام وبتشتغل إيه؟ وكل راجل عنده بنت أو إتنين ولا تلاته عايز يجوزهم (( جوازه سُقع )) وبيفضل (( مسقعهم جنبه )) لغاية ما (( يحمضوا من كتر الركنه )) والشباب ياعينى يضرب نفسه مليون جزمه علشان فكر يتجوز , يبقى مافيش إلا (( الصرمحه فى الشوارع )) والباقى إنتوا عارفينه كويس .
عايزين إيه تانى , عايزين بناتنا وستاتنا يمشوا فى الشارع بأمان بعد كل ده , إزاى ؟ برضه بسيطه جدا , قبل مانعمل هيصه وزمبليطه على حوادث التحرش ونطالب بأقصى عقوبه للمتحرشين لازم نعمل نفس الهيصه والزمبليطه على الأسباب التى أدت إلى تفشى هذه الظاهرة ويبقوا المتهم الرئيسى فى كل قضايا التحرش .
صدقونى الحل بسيط وأبسط مما نتخيل بس إحنا إللى محتاجين شوية ضمير , الضمير ياسادة هو المفتاح السحرى لكل الأبواب المغلقة , هو الحل الأمثل لكل مشكلاتنا , هو الباب الملكى للعبور إلى العالم المتقدم المحترم , ويكفى إنه السبب الرئيسى إللى مخلينى قاعد معاكم هنا ولم أذهب إلى ألمانيا لكى أستمتع , بمعاكسة كل أصناف الحريم الأوروبي , ياااااااااه البت دى حلوه قوى , ماتجيبى بوسه يابت .. أووووووووه طلعت أوت , كل بطولة وإنتم بخير .