ممدوح الصغير يكتب: مدارس الحكومة.. وصناعة العباقرة
نهضة أى دولة تبدأ من التعليم، محمد على، مؤسس مصر الحديثة، منذ مائتى عامٍ، عندما فكَّر فى بناء دولته الحديثة، بدأ بالتعليم، لم يكن بمصر مدارس كافية؛ لإعداد عقولٍ تُنافس إبداع العقول الأوروبية، فكان قراره بإرسال بعثات للخارج، درسوا وعادوا عقولهم تشع علماً، وكانت فى عقود العشرينيات فى القرن التاسع.. مصر دولةٌ عظمى، لها التفوُّق على كبار أوروبا، بقدر اهتمام محمد على بالتعليم، فإنه اهتم أيضًا ببناء الجيش المصرى الذى صار الأقوى فى المنطقة، وأسطولنا البحرى له السيادة فى مياه المتوسط.
مع بدء الدراسة انتشرت صورٌ عديدةٌ على مواقع التواصل الاجتماعى، تكشف أن المدارس الحكومية بها كثافة عالية، بعيداً عن خطر فيروس كورونا، الصور تُؤكد صعوبات تخريج تلاميذ لديهم استيعابٌ علمى، فصول تخطَّت الكثافة لأكثر من 50 تلميذًا.
نحن بحمد الله وبفضل خطط الرئيس عبد الفتاح السيسى نقفز بسرعةٍ كبيرة نحو الغد الأفضل، لدينا مشروعات فى جميع المناحى، وبعد ثورة 30 يونيو، انطلقت ثورة البناء والتنمية؛ لبناء دولة حديثة بالمعنى الحقيقى، ولدينا المشروع الأهم فى القرن وهو حياة كريمة، سوف يُغيِّر واقع 4500 قرية، التكلفة الإجمالية له تتخطى 700 مليار حنيه وربما تزيد.
الواقع دون تجمُّل يؤكد أننا نحتاج فعلياً لبناء أكثر من 10 آلاف مدرسة، طاقة كل مدرسة لا تزيد على 600 تلميذ فى جميع المراحل، بها ملاعب، وورش لتعليم الفنون والحِرف، والرئيس من قبل تكلَّم بالفعل إنه يُريد أن يتوسع فى إنشاء المدارس، ولكن ميزانية الدولة لا تتحمَّل، نُريد مليارات طائلة.
التفكير فى إنشاء مدارس جديدة أمرٌ واقعٌ، إذا كنا نُريد الغد الأفضل يجب أن نُركِّز على ملف التعليم، ولابد من مشاركة من مؤسسات المجتمع المدنى ولأهالى وأصحاب المدارس الخاصة، المطلوب منها رعاية الأوائل وتوفير فرص الدراسة لهم مجاناً طالما هناك تفوُّق، ويجب أن نعلم أنه ليس فى مقدور كل الأسر تعليم أبنائها فى التعليم الخاص، المواطن البسيط الدولة مسئولة عن تعليم صغاره، وهذا دورها، هذا الدور حسب طاقتها، ويستحيل لأى دولة مهما كانت مواردها تسطيع ان تتكفل بتوفير تعليم مجانىٍ لأكثر من 10 ملايين تلميذ.
علينا التفكير خارج الصندوق فى استحداث مدارس جديدة مثل المدرسة الرياضة، خريجها لن يكون صاحب مؤهل جامعى فقط، سيكون مشروع بطل رياضي ممكن نُوفر لبعضهم فرصاً للدراسة فى الكليات العسكرية والشرطة، ويكون لدينا مدرسة للموهوبين، تُخصص الدراسة للرسم والفنون والديكور، ولهم أماكن ونسبة في كليلة الفنون الجميلة والتربية الفنية، الدولة القوية هى من يكون بها كل التخصصات، ولا يكون لديها ندرة فى أصحاب العقول، وقتها سوف يكون متاحاً لنا فى أن نُصدر أصحاب العقول للغير، ولا توجد دولة في الكون تغلق أبوابها أمام العباقرة، ونحن قادرون بالفعل على صناعة عباقرة يحنو لهم الكون بفضل علمائهم، وصدق بيت الشعر القائل: ليس الجمال بأثواب تزيننا.. إنّ الجمال جمال العلم والأدب
حفظ الله مصرنا الغالية من كل سوء.
نقلا عن اخبار اليوم