محمد البهنساوي يكتب: إلى عرفات الله !
«لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك»
هكذا تنطق اليوم قلوب مئات الملايين من المسلمين قبل حناجرهم فهو خير يوم طلعت عليه الشمس ، وقفة عرفة اليوم الذى ينتظره المسلمون كل عام طامعين فى محو ذنوب عام مضى ويؤهلهم بالتقوى والايمان لعام قادم تسبقه العشر الاول من ذى الحجة، أيام مباركات تزخر بالنفحات الايمانية والروحانية والربانية يتسابق فيها الجميع علهم يفوزون برضا الله وغفرانه.
وإذا كان هذا هو حال المسلمين بكل بقاع الأرض فما بالنا بالوضع هنا فى أطهر مكان بالبسيطة مكة المكرمة وجبل عرفات خير يوم بأفضل مكان . مشهد مهيب يأثر القلوب والألباب، اللون الأبيض يكسو طرقات مكة وساحات الحرم وكذك الطرق المؤدية لمشعر منى وعرفات الله، بياض يذيب أى فوارق بين الحجيج ، لا فرق بين غنى وفقير أو مسئول وإنسان بسيط الكل هنا سواء لا فرق بينهم إلا بالتقوى وإخلاص النية الكل تهفو قلوبهم لمغفرة ربهم جاءوا شعثا غبرا محملين بجبال من الذنوب لكنها تصبح أخف من ريشة إذا ما فازوا برحمة ربهم وغفرانه وهذا هو هدفهم الأسمى.
ما أكثر أيام الله المباركات وما أحلاها وما أروع إبداع الله فى أرضه من جنات خضر وأنهار جارية وبحار مزرقة وجبال خلابة الابداع وتتعدد آيات الله فى خلقه بصور لا حصر لها من الجمال الربانى والطبيعة الخلابة لكن تظل الغلبة ليوم عرفة الذى تلفح رواده لهيب شمس محرقة وتلفه جبال قاحلة وتغلفه متاعب وإرهاق وربما جوع وعطش وإجهاد ورغم كل ذلك يفضله أى مسلم حتى ولو سبق له الحج مرات على أحلى وأروع رحلات الكون لأن نهايته عفو من الله وغفران ويتخلله أجواء إيمانية تغسل الروح من كل ذنب وتريح النفس من كل عناء ولكم نشعر جميعا باللهفة التى تغزو وجدان كل مسلم اليوم متمنيا أن يكون من وفد الرحمن وضيوفه ولعل هذا أول ما سندعو به اليوم أن يحقق الله أمنية كل مشتاق ليكون ضمن وفده وحزبه الحج القادم بإذن الله .
أما جل الدعاء فلوطننا مصر الذى ندعوه سبحانه أن يحفظها من كل مكروه وسوء ويحميها من شرور أعدائها وغياب بصيرة بعض أبنائها وأن يديم عليها نعمة الامن والأمان ويرد كيد كل متربص بها فى نحره، ويجعل كل تدبير لها فى تدمير المدبرين.
وتبقى كلمة شكر نوجهها كل عام الى السلطات السعودية التى تبذل جهدا خارقا لحسن استضافة الحجيج والقيام على خدمتهم ورعايتهم وتسخر المملكة كل إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن ولعل أكبر ما يدل على اهتمام المملكة بالحج وخدمة الحجيج تلك التوسعات والتطوير الذى يشهده موسم الحح والعمرة كل عام.
كل عام والانسانية جميعا بخير وأمان وسلام ومحبة .
نقلا عن اخبار اليوم